هل ابدأ مقالي بمناشدة أو بعتاب أو باطلاق استفهامات لا حلول لها احيانا، الحقيقة انني اليوم امام مشكلة اعلامية تلفزيونية اعتدنا في فترات سابقة على مشاهدة فصول لها حسب اهواء بعض الاشخاص، نعم بعض الاشخاص وليس الأمر خاصاً بسياسة وزارة الاعلام، بدون تطويل الأمر يتعلق بموقف طريف وخطير في الوقت نفسه، البيروقراطية بكل عظمتها وعنفوانها وتجذراتها تقف شامخة وبقوة تقول "أوقفوا التعاون مع فايز المالكي"، السبب ببساطة أن فايز اعتمد على الدعم الكبير واللامحدود الذي وفره معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة وسمو الأمير تركي بن سلطان نائب الوزير للشئون الإعلامية في دعم الممثل والمنتج السعودي في نواحٍ متعددة وأبرزها تسويق المنتج السعودي لأعماله بعد عرضها بالتلفزيون ورفع نسبة المنتج من بيع أعماله إلى 50% بعد أن كانت لا تتجاوز 25%، من قرار وزير الإعلام بهذا الخصوص: "نظراً لدراسة إعادة النظر في النسبة التي يحصل عليها المنتج لتسويق العمل الذي انتجه للتلفزيون السعودي انتاج خاص، وسعيا لدفع الاعمال المحلية التي انتجوها، فإنه تمت موافقة معالي وزير الثقافة والإعلام على تعديل النسبة التي تدفع للمنتج ورفعها الى 50% بدلا من 25%" قرار حكيم ورائع وغير مستغرب. ولكن ما الذي حصل مع ممثل كبير بمكانة فايز المالكي، التسويق هنا من حق المنتج، الأمر من وجهة نظري لا يحتاج لاستجداء للتوزيع أو موافقات ما دام العمل عرض على التلفزيون، ما الذي يدفع البيروقراطية الإدارية لإصدار خطاب مثير للاستفهام لمجرد أن المالكي سوق عمله "سكتم بكتم" لقناة ال MBC، هل أجرم وارتكب مخالفة تجعل مسئولاً قبل مغادرته لمنصبه بيومين لإصدار مثل هذا القرار المجحف!. تابعوا معي صيغة الخطاب أو القرار: "نظرا لما قامت به مؤسسة فايز المالكي من تسويق مسلسل (سكتم بكتم) دون إذن من التلفزيون أو الترتيب معه، وحيث أن هذا الإجراء مخالف للأنظمة وآلية التسويق، عليه اعتمدوا عدم التعامل مع المؤسسة حتى حل هذه المشكلة" بصراحة الأمر فعلاً مثير، ما الجناية الكبيرة التي ارتكبها ممثل قدم أفضل عمل رمضاني للتلفزيون ويصدر بحقه مثل هذا القرار الفردي المجحف والغريب، هل الأمر متعلق بالقناة التي سوق المالكي عمله من خلالها أم أن الأمر خاص بمن أصدر القرار وعلاقته بالمالكي، للمعلومية ممثل ناجح ممثل فايز المالكي بنجوميته ومن خلال هذا العمل أدخل من خلال تسويقه لقناة واحدة فقط مبلغ (750 ألف ريال) للتلفزيون السعودي، وللمعلومية إن عمل "سكتم بكتم" هو العمل الذي أعاد الثقة كثيراً لمشاهدي التلفزيون السعودي أثناء الفترة الذهبية خلال رمضان المبارك، وهو العمل الذي نافس أشهر عمل سعودي في رمضان وتفوق عليه أحياناً وهو طاش الأخير، وللمعلومية الجوائز تتوالى على العمل كتأكيد على نجاح التلفزيون السعودي الذي دعمه وتبناه. أنا هنا أتذكر بمرارة معايشتي لخروج النجمين الذهبيين عبدالله السدحان وناصر القصبي من بيتهم التلفزيون السعودي بسبب البيروقراطية، وأقلق كثيراً أن اشاهد مثل هذا السيناريو يعود بصورة اكثر غرابة وبمثل هذا التوقيت الذي من المفترض ان ندعم فيه المالكي لتقديم اعمال مناسبة وقوية كما اعتدنا. أنا هنا أثق بمعالي الوزير وأثق بالأمير تركي بن سلطان في تداركهم لما حدث، وعدم التفاتهم لأمور لا تخدم العمل الدرامي السعودي، بل تجعل هذا الأمر مرتبطاً بقرارت فردية لا علاقة لمعالي الوزير وسمو نائبه بها وهما اكبر منها، والشواهد على دعم المبدعين السعوديين من الوزارة في هذا العهد واضحة وجلية ولا غبار عليها، أتمنى أن يعاد النظر في مثل هذه القرارات. للمعلومية مسلسل "سكتم بكتم" توج مؤخراً كأفضل عمل تلفزيوني وفايز المالكي توج كأفضل ممثل بحفل مجلة روتانا وكرمه وكيل الوزارة عبدالرحمن الهزاع الذي من وجهة نظري كان سعيداً أن يتوج عمل سعودي من إنتاج التلفزيون السعودي في ظل المنافسة الحامية من القنوات الفضائية!.