نظم المؤرخ والأديب عبدالكريم بن محمود الخطيب ندوة مصغرة لطلاب المرحلة الثانوية في محافظة ينبع للحديث عن مؤلفه "ميناء المدينةالمنورة، ميناء الجار البريكة حتى نهاية القرن السادس الهجري" مؤخراً داخل قرية البريكة وأمام موقع مينائها التاريخي بحضور رئيس مركز الرايس الأستاذ خالد مبارك الشريف وعدد من المسئولين وممثلي عدد من المؤسسات والجهات الحكومية . وعبر المؤرخ الخطيب في بداية الندوة بأن سعادته لاتوصف بالوقوف على هذا الموقع التاريخي برفقة أكثر من 80 من طلاب مدارس ينبع ، موضحاً بأن هذا الاجتماع سيترك أثرا في نفوس الطلاب كونه يوضح ما عجزت الحروف عن إيصاله لهم في الكتاب. وحرص الخطيب خلال تواجده على الرد على استفسارات الطلاب والانطلاق معهم للموقع المحمي من قبل هيئة الآثار حيث قدم لهم شروحات وبعض المعلومات عن ميناء الجار وتاريخه قبل الإسلام وبعده وأهميته من الناحية الجغرافية والاقتصادية . حيث أوضح بأن الجار تاريخه حافل بتعاقب القبائل العربية عليه وآخر من سكنه غفار ومنهم بنو ضمره ومنهم الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه وكان ميناء الجار أكثر شهرة حيث كان البحر الأحمر يطلق عليه اسم بحر الجار وأن ملك الحبشة كان عبدًا مملوكاً لشيخ من شيوخ منطقة الجار يرعى الغنم وتعلم العربية ووقع عليه الاختيار على أن يقع ملكاً للحبشة ففرح سيده واعتقه . كما أن الجار موقع للعشق العذري فقد سكنه كثير عزة والذي هام حباً بحبيبته عزة والتي كان أهلها يسكنون قريباً من الجار. من جهته أكد منصور بن دخيل الله الزويرعي مدير ثانوية الملك عبد الله على أهمية هذه الزيارة وإتاحة الفرصة لطلبة الثانوية للتعرف عن قرب على واحد من أعرق الموانئ في المملكة وهو ميناء المدينةالمنورة القديم المتاخم لميناء ينبع، والذي يعتبر جزءًا لا يتجزأ من تاريخ المنطقة ، بالإضافة لوقوف المؤلف على ما دونه في كتابه ومقارنته بالواقع ، وشكر الزويرعي إدارة التربية والتعليم على جهودها في إبراز الزيارة وإظهارها للنور إضافة لدور شركاء التعليم " الغرفة التجارية وميناء الملك فهد الصناعي " وباقي الجهات الراعية والداعمة. الجدير بالذكر ان المؤرخ الخطيب حاصل على دبلوم عال في الصحافة ، وولد في ينبع عام 1353ه وعمل في إذاعة جدة وتنقل في عدة وظائف بوزارة الثقافة والإعلام آخرها مدير عام إدارة الأخبار والتحرير بوكالة الأنباء السعودية (واس) وهو عضو اتحاد المؤرخين العرب وعضو الجمعية التاريخية السعودية وصدر له أكثر من 30 مؤلفا في القصة والتاريخ .