«موديز» ترفع تصنيف السعودية إلى «Aa3» مع نظرة مستقبلية مستقرة    "بتكوين" تصل إلى مستويات قياسية وتقترب من 100 ألف دولار    بريطانيا: نتنياهو سيواجه الاعتقال إذا دخل المملكة المتحدة    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    التعادل الإيجابي يحسم مواجهة الأخدود والشباب    القادسية يتغلّب على النصر بثنائية في دوري روشن للمحترفين    (هاتريك) هاري كين يقود بايرن ميونخ للفوز على أوجسبورج    النسخة ال 15 من جوائز "مينا إيفي" تحتفي بأبطال فعالية التسويق    مدرب فيرونا يطالب لاعبيه ببذل قصارى جهدهم للفوز على إنترميلان    الأهلي يتغلّب على الفيحاء بهدف في دوري روشن للمحترفين    نيمار: فكرت بالاعتزال بعد إصابتي في الرباط الصليبي    وزير الصناعة والثروة المعدنية في لقاء بهيئة الصحفيين السعوديين بمكة    القبض على (4) مخالفين في عسير لتهريبهم (80) كجم "قات"    وفد طلابي من جامعة الملك خالد يزور جمعية الأمل للإعاقة السمعية    قبضة الخليج تبحث عن زعامة القارة الآسيوية    أمير المنطقة الشرقية يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    بمشاركة 25 دولة و 500 حرفي.. افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض غدا    بحضور وزير الثقافة.. «روائع الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    مدرب الفيحاء يشتكي من حكم مباراة الأهلي    أوكرانيا تطلب أنظمة حديثة للدفاع الجوي    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أمانة الشرقية تقيم ملتقى تعزيز الامتثال والشراكة بين القطاع الحكومي والخاص    رحلة ألف عام: متحف عالم التمور يعيد إحياء تاريخ النخيل في التراث العربي    منتدى المحتوى المحلي يختتم أعمال اليوم الثاني بتوقيع 19 اتفاقية وإطلاق 5 برامج    «الصحة الفلسطينية» : جميع مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    الكشافة تعقد دراسة لمساعدي مفوضي تنمية المراحل    الملافظ سعد والسعادة كرم    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    ترمب المنتصر الكبير    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    فعل لا رد فعل    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(الندوة) تتجول في بدر وتستنشق عبير تاريخنا المجيد
لم يشهد تاريخ البشرية لها مثيلاً
نشر في الندوة يوم 17 - 09 - 2008

يصادف اليوم الأربعاء السابع عشر من شهر رمضان المبارك ذكرى أول مواجهة عسكرية فاصلة بين جند الحق بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين من كفار قريش وكان عدد المسلمين لايزيد عن ثلاثمائة مجاهد بينما يبلغ عدد قوى الكفر والطغيان من المشركين أكثر من ثلاثة أضعاف أعداد المسلمين..
إنها ذكرى غزوة بدر الكبرى التي لم يشهد لها تاريخ البشرية مثيلاً وكانت نتائجها نفحة من نفحات القدرة الإلهية والمؤازرة الربانية لعباده المؤمنين الذين وعدهم ربهم بالنصر المبين وقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (سيروا على بركة الله فإن الله قد وعدني احدى الطائفتين) وكان وعد الله حقاً حيث نزلت الآية القرآنية الكريمة (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون) وكانت تلك المعركة أول معركة في الاسلام بقيادة الرسول الأعظم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وكانت ايضاً الحد الفاصل بين الإيمان والكفر إذ أعز الله فيها الاسلام وأهله وهزم فيها المشركين شر هزيمة رغم تفوق عددهم وعتادهم عن المسلمين.
وبهذه المناسبة الإسلامية الخالدة قامت (الندوة) بزيارة استطلاعية لمحافظة بدر بطريق المدينة المنورة جدة القديم والتي شهدت هذه الغزوة الاسلامية الكبرى وتجولت في ارجائها واستنشقت عبير التاريخ الإسلامي المجيد الذي تعبق به أرضها وكثبانها وجبالها حيث يضم ثراها شهداء معركة بدر الكبرى.
موقع بدر
تقع محافظة بدر بمنطقة المدينة المنورة الإدارية إلى الغرب الجنوبي منها وعلى بعد حوالي مائة كم وتحديداً في نهاية وادي الصفراء الشهير في اتجاه جدة بطريق مكة المكرمة جدة القديم وبالقرب من مفترق طريق ينبع القديم وتحاط محافظة بدر من جهتيها الشمالية والجنوبية بالعدوتين الدنيا والقصوى اللتين ورد ذكرهما في القرآن الكريم في قوله عزوجل (إذا أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم) كما تحاط محافظة بدرمن جهتيها الشرقية والغربية بسلسلة جبال السروات ذات اللون الأسود الداكن وتكثر بأطرافها الكثبان الرملية التي تتكون بفعل عوامل الرياح.
جغرافيتها
تقع محافظة بدر على خط عرض 23 درجة وخط طولي 38 درجة وتقع ضمن منطقة المدينة المنورة وتبعد عنها بمسافة تقدر بحوالي مائة وخمسين كيلو متراً كما تبعد عن محافظة جدة بحوالي مائة وسبعين كيلو متراً وعن محافظة ينبع الواقعة على ساحل البحر الأحمر بحوالي تسعين كيلو متراً.
موقعها الإقليمي
وتعتبر محافظة بدر في موقع إقليمي متميز يسهل ارتباطها بالمدينة المنورة حيث يربطها الخط السريع الواصل بين المدينة المنورة وينبع البحر جدة والطريق القديم لمكة المكرمة المدينة المنورة جدة وتبعد عن البحر الأحمرشرقاً بمسافة تقدر بأربعين كيلو متراً وتقع في نهاية وادي الصفراء من جهة جدة قبل مصبه في البحر الأحمر وقد ساعدها موقعها المتميز لتكون حلقة وصل بين المدينة المنورة ذات الثقل السكاني ومحافظة ينبع البحر الميناء والمركز الصناعي الوطني حيث مصفاة البترول والهيئة الملكية الصناعية للجبيل وينبع كما أن موقعها الاستراتيجي على المحور الاقليمي للمدينة المنورة ينبع البحر والطريق الإقليمي الساحلي الدولي الشمالي ينبع البحر جدة مكة المكرمة دول الشام هو محور مهم لحركة القوافل التجارية وقوافل نقل الحجاج والمعتمرين وزوار المسجد النبوي الشريف لاسيما في سهولة الوصول لها عبر الطريق السريع الذي افتتح قبل سنوات قليلة وهو يربط مناطق شرق المملكة بالساحل الغربي مروراً بالقصيم والمدينة المنورة وبدر وينبع البحر والمدينة الصناعية ومحافظات الساحل كمحافظة رابغ وخليص والكامل ثم مكة المكرمة وجدة.
البعد التاريخي
كما أن البعد التاريخي لمحافظة بدر يضيف لها أهمية خاصة حيث تضم المحافظة ساحة موقع غزوة بدر الكبرى أولى المعارك الإسلامية بقيادة الرسول محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم والتي تعتبر أول مواجهة عسكرية فاصلة بين جند الحق وبين المشركين من كفار قريش والتي نصر الله عز وجل فيها المسلمين وأعز فيها الإسلام وأهله وهزم المشركين شر هزيمة ونزلت فيها الآيات القرآنية الكريمة ولذا فمحافظة بدر دخلت التاريخ من أوسع أبوابه من خلال احتضانها لموقع غزوة بدر الكبرى وثراها الذي ضم شهداء تلك المعركة الأبرار وعددهم ثلاثة عشر شهيداً والشهيد الرابع عشر يوجد قبره في قرية الحمراء الواقعة بالقرب من محافظة بدر إلى الشمال منها بوادي الصفراء.
التسمية ببدر
يرجع تسميتها ببدر وحسب ما جاء في كتب المؤرخين لرجل من قبيلة بني غفار والتي كانت تقطن تلك الديار يسمى بدر بن قريش بن يخلد بن النظر بن كنانة وهو أول من حفر بئربها ولذا تسمت البلدة باسمه وكانت بدر سوقاً من أسواق العرب المشهورة ومورداً من مواردها المائية ساعدها على ذلك موقعها الاستراتيجي والتجاري لوقوعها على الطريق بين مكة المكرمة ودول الشام حيث يمر بها تجار قريش وقبائل العرب في رحلة الشتاء والصيف وتقدر المساحة الإجمالية لمحافظة بدر حالياً بأكثر من عشرة آلاف كيلو متر.
تطور وتقدم
وكانت بدر قبل العهد السعودي الزاهر عبارة عن قرية صغيرة قليلة السكان بيوتها من الطين واللبن والحجارة وشعر الماعز ويشتغل أهلها بالرعي والتجارة والزراعة حتى جاء العهد السعودي الزاهر حيث نالت بدر اهتماماً كبيراً من حكومتنا الرشيدة منذ تأسيسها على يد جلالة المغفور له باذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود رحمه الله حيث حظيت هذه المدينة بتطور وتقدم كبير في مختلف المجالات كسائر مدن المملكة الأخرى وتم فيها افتتاح المدارس للبنين والبنات وتوفير جميع القطاعات الحكومية بها لخدمة المدينة وسكانها حيث نفذت هذه القطاعات العديد من المشاريع التطويرية حتى اصبحت بدر اليوم محافظة متكاملة في جميع الخدمات وقد أولاها أمراء المدينة المنورة ابتداء من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز رحمه الله وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز رحمه الله وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز والأمير الحالي لمنطقة المدينة المنورة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد والذي أولى هذه المحافظة جل عنايته واهتمامه وقام بزيارتها زيارات متعددة وافتتح عدداً من مشروعاتها التنموية والتقى بسكانها واستمع إلى أهم متطلباتهم واحتياجاتهم ويقوم محافظ بدر الحالي المهندس صالح بن عبدالعزيز الخليفة بجهود كبيرة لمواصلة المسيرة في تطوير هذه المحافظة والمراكز والقرى والهجر التابعة لها.
المناخ
ومناخ محافظة بدر مناخ حار صيفاً معتدل شتاء لوجودها بين جبال وحرار سوداء شديدة الحرارة إذ تبلغ درجة الحرارة العليا بها 45 درجة مئوية في فصل الصيف وثلاثين درجة مئوية في فصل الشتاء وتتمتع بمعدل أمطار موسمية تبلغ ستة ملم وتبلغ نسبة الرطوبة بها حوالي ستين في المائة.
الموارد الطبيعية
أما مصادر المياه الجوفية فهي مصادر ضئيلة ويتم الاستعاضة عنها بمياه التحلية الواردة من محطة المياه المحلاة بمحافظة ينبع البحر والتي تمر بالمحافظة لتغذية المدينة المنورة بالمياه المحلاة كما توجد خامات أولية تستعمل لأغراض البناء والتعمير كذلك توجد مناطق استثمارية على البحر الأحمر بمركز الرايس التابع للمحافظة والذي يقع إلى الجنوب منها على شاطئ البحر الأحمر والذي يعتبر متنزهاً بحرياً لأهالي المدينة المنورة والمحافظات والمراكز المجاورة له.
الأنشطة السياحية
وتشكل الأنشطة السياحية بمحافظة بدر مورداً أساسياً في تنمية القاعدة الاقتصادية فبدر تعتبر من المحافظات السياحية لاحتوائها على الآثار الإسلامية التاريخية الخالدة ولعل من أبرزها موقع معركة بدر الكبرى ومقابر شهداء هذه المعركة وجبل الملائكة الذي تنزلت عليه الملائكة أثناء المعركة لمساعدة جنود المسلمين كما يوجد في محافظة بدر مناطق ترفيهية سياحية من أهمها مركز الرايس الشاطيء البحري البكر الذي يقع على ساحل البحر الأحمر في الجنوب من المحافظة والذي يتمتع بموقع سياحي جميل ويضم شاطئ البريكة البحري الذي يحتوي على الشعب المرجانية الفريدة في نوعها بالإضافة إلى كورنيش الرايس البحري والمزود بشاليهات ومنتزهات بحرية رائعة وملاعب أطفال وجميع الخدمات التي يحتاجها السائح بالإضافة إلى أن المحافظة تحيط بها وتتبعها جبال شاهقة الارتفاع ذات برودة صيفاً وطبيعة خلابة وبعضها وصلت إليه الطرق المزفلتة وانشئت فيه عدد من الخدمات التي تساعد على تواجد السياح بها ومن أبرز هذه الجبال جبل الفقرة السياحي وجبل صبح وجبل ورقان ووادي طاشا ووادي الأب اضافة إلى تمتع بدر وقراها وهجرها بصحراء بكر نظيفة تشكل كثبان رملية (طعوس) كما تتوفر بمركز الرايس التابع للمحافظة والمطل على البحر الأحمر امكانيات وفرص جيدة للتنمية العمرانية المعتمدة على النشاط السياحي والترويحي حيث يعتبر شاطئ الرايس البحري أقرب بحر للمدينة المنورة وكثيراً ما يفد إليه السياح والمتنزهون في فترة الصيف للراحة والاستجمام والتمتع بأجوائه البحرية الرائعة يأتون إليه من منطقة المدينة المنورة والمناطق الأخرى نظراً لسهولة الوصول إليه لوقوعه على الطريق السريع الذي يربط ينبع البحر بمحافظة جدة والذي يمر بالشريط الساحلي للبحر الأحمر المحاذي لمحافظة بدر من الغرب ويخدم المحافظات والمراكز التي يمر عبرها مثل الرايس ومستورة ومحافظة رابغ ومراكز صعير وثول وذهبان حتى محافظة جدة، ومن الموارد الطبيعية في محافظة بدر والتي يتوفر بها صيد الأسماك عبر مركز الرايس كما تنتج المحافظة بعض الثروات التعدينية من أهمها الرخام ومواد البناء بالإضافة إلى انتاج العسل الطبيعي الأصلي في مناحل طبيعية في كهوف الجبال الشاهقة كجبل الفقرة وجبال صبح وورقان والأب والعناقين بطاشا وهي مناحل في كهوف الجبال يأتي إليها النحل بشكل تلقائي دون أي جلب وتنتج عسلاً يعتبر من أجود انواع العسل لأنه عسل منتج طبيعي ويجني النحل من أشجار مختلفة مثل السمر والسيال والسدر والطلح والبشام والعرعر والضبيان والتنضب والبان والسرح والمرخ والشبرق والسحاء إضافة إلى الأعشاب الموسمية متعددة الألوان والأشكال والطعم ذات الرائحة الزكية بزهورها الشذية الفواحة.
المعالم والآثار
تزخر محافظة بدر بالعديد من المعالم التاريخية والأثرية ولعل من أبرز هذه المعالم موقع غزوة بدر الكبرى ومقبرة الشهداء الذين استشهدوا في تلك المعركة وعددهم ثلاثة عشر شهيداً والشهيد الرابع عشر يقع قبره في قرية الحمراء القريبة من بدر بوادي الصفراء شمال المحافظة والذي انتقل إلى رحمة الله واستشهد بعد عودة المسلمين من المعركة في طريقهم إلى المدينة المنورة بعد أن أصيب في المعركة. كذلك توجد العدوتان القصوى والدنيا والتي ورد ذكرهما في القرآن الكريم في قوله عزوجل (إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم) وهاتان العدوتان هما مكان تواجد المسلمين القادمين من المدينة المنورة والمشركين القادمين من مكة المكرمة لخوض معركة بدر الكبرى حيث تواجد المسلمون في العدوة الدنيا أثناء قدومهم من المدينة المنورة بينما تواجد المشركون في العدوة القصوى أثناء قدومهم من مكة المكرمة لمحاربة المسلمين حيث دارت المعركة.
كما يوجد جبل الملائكة في الجهة الغربية الجنوبية من المحافظة وهو الجبل الذي ورد في كتب المؤرخين أن الملائكة نزلت عليه للمحاربة مع المسلمين في معركة بدر حتى جعل الله عزوجل النصر حليف المسلمين وأعز الإسلام وأهله وهزم فيها المشركين شر هزيمة رغم تفوق عددهم وعتادهم عن المسلمين، كذلك يوجد مسجد العريش المشهور والذي شيد بمكان العريش الذي وضع لرسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء وصوله لبدر لخوض هذه المعركة. كذلك يوجد بئر الحباب وجبل الصدمة الكبرى وجبل الصدمة الصغرى بمدخل بدر من جهة المدينة المنورة.
قبائل سكنت بدر قديماً
ويقول معالي الدكتور محمد عبده يماني المفكر الإسلامي المعروف في كتابه الموسوم (بدر.. يوم الفرقان يوم التقى الجمعان) إن المتبع لموضوع سكان محافظة بدر قديماً وقبل حدوث معركة بدر الكبرى يلاحظ أن معظم المؤرخين قد ذكروا أنها تقع في بلاد (بني غفار) وأن القبائل التي كانت تسكنها هي من بني غفار فالمكان للغفاريين والماء لهم. كما ذكر الهمداني في كتابه أن بدراً من أرض جهينة، وذلك عند سرده لديار قبيلة جهينة ولكن معظم المصادر التاريخية الأخرى ذكرت أنها من ديار بني غفار ومما يؤيد نسبة بدر لغفار وأنها من ديارهم ما أورده ابن هشام في كتابه (السيرة النبوية) أن النبي صلى الله عليه وسلم استقل الصفراء وهي قرية بين جبلين وسأل عن جبليهما واسميهما وسأل عن أهلهما فقيل له هم بنو النار وبنو حراق بطنان من بني غفار فكرههما رسول الله صلى الله عليه وسلم وكره المرور بينهما وحول طريقه إلى موقع آخر وهو ريع ذفران. ويستطرد معالي الدكتور اليماني في حديثه قائلاً: ونستخلص من المعلومات السابقة أن قبيلة بني غفار هي التي كانت تسكن وادي الصفراء ببدر وإن ما ذكر من وجود بعض المنتسبين لقبيلة جهينة فأغلب الظن أنهم كانوا من السقاة أو المسافرين الذين يمرون ببدر لقرب ديارهم منها فهم ليس من سكان بدر الأصليين وإنما من العابرين فيها أو المتأخرين فيها لبضعة أيام.
قبائل بدر اليوم
أما القبائل التي تسكن بدر اليوم فهم من قبائل صبح الحربية والأشراف السادة والظواهرة من حرب وبعض من الحوازم والمحاميد والأحامدة والرحلة والكحلة وعوف وبني محمد وجهينة ولكن سكان بدر جميعهم من قبيلة صبح فإذا ذكرت قبيلة صبح ذكرت بدر فهم سكانها اليوم ومسؤولو دوائرها الحكومية وأعيانها ووجهاؤها وكذلك أبناء قبيلة الأشراف آل نامي السادة وذكر الأديب المؤرخ الدكتور عاتق بن غيث البلادي في كتابه الموسوم ب(معجم معالم الحجاز) أن سكان بدر الآن هم قبيلة صبح الحربية ويليهم أشراف بدر السادة والردنة.
الزراعة والسدود
وتعد بدر من المناطق الزراعية وخاصة زراعة أشجار النخيل بأنواعه ومن أشهر أنواعه (الصفراء) ومن اسم هذا النخل اشتق اسم وادي الصفراء الشهير الذي تقع محافظة بدر في نهايته الجنوبية كما يزرع في بدر وقراها وهجرها العديد من الخضروات الورقية والموالح بالإضافة إلى الزراعة الموسمية التي تعتمد على مياه الأمطار كالحبحب والدخن والشمام والقثاء والخيار والذي يصدر إلى جميع مناطق المملكة وكذا دول الخليج ووادي الصفراء الذي تقع بدر في نهايته الجنوبية كان يشتهر بجريان العيون التي يزيد عددها عن ثلاثمائة عين وقد نضبت جميعها بسبب تعرض الوادي للجفاف نتيجة لعدم سقوط الأمطار لسنوات مما أدى ذلك لجفاف العيون والآبار وموت النخيل الذي لم يتبق منه سوى القليل ولمحاولة تعويض سكان الوادي من جفاف العيون والآبار تقوم حالياً وزارة المياه والكهرباء بانشاء سد مياه كبير يعرف بسد طاشا والأب بوادي الصفراء لحجز مياه السيول الواردة من وادي طاشا ووادي الأب، كما يوجد سد مياه انشئ منذ سنوات يعرف بسد الترعة يقع في أعلى وادي الصفراء بالقرب من مركز المسيجيد وقد كان له الأثر الكبير في حجز مياه السيول والأمطار عند سقوطها للاستفادة منها في رفع مخزون الآبار من المياه لسقيا الأهالي والمزارع.
كما قامت وزارة المياه والكهرباء ممثلة في المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بانشاء أشياب لمياه التحلية على امتداد وادي الصفراء لتقوم ناقلات المياه بالتعبئة منها لسقيا الأهالي في القرى والهجر التابعة لمحافظة بدر.
الدوائر الحكومية وقرى المحافظة
تضم محافظة بدر اليوم جل الدوائر الحكومية وتأتي على رأسها المحافظة التي تتبعها عدة مراكز مثل الواسطة والمسيجيد والقاحة والفريش والفقرة والرايسي وغيرها كما تتبع لمحافظة بدر أكثر من (45) قرية وهجرة مثل طاشا والفارعة والعالية والحسينية والخرماء وخيف الحزامي وطرف الحمه ومفرق ينبع والصمد والحمراء والسديرة والأب والمويلح وبئر سعيد وبئر الغنم وبئر قيضي وأم البرك والعتيق ورحقان وغيرها من القرى والهجر.
اهتمام ولاة الأمر
أما محافظ بدر الحالي فهو المهندس صالح بن عبدالعزيز الخليفة والذي نوه في حديث ل(الندوة) بما تحظى به محافظة بدر من اهتمام كبير من قبل خادم ا لحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله والذي زارها عندما كان ولياً للعهد ومن قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرالدفاع والطيران والمفتش العام حفظه الله ومن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة والذي يولي هذه المحافظة وقراها وهجرها جل عنايته واهتمامه ومتابعة تنفيذ مشاريعها أولاً بأول وفي مختلف المجالات وقد زار سموه المحافظة أكثر من مرة منذ توليه إمارة منطقة المدينة المنورة كان آخرها يوم الثلاثاء السادس والعشرين من شهر رجب الماضي حيث قام سموه الكريم بتدشين عدد من مشروعات الخير والنماء في هذه المحافظة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.