يقاس تقدم الجامعات حول العالم بمدى تطورها العلمي و التقني و تتفاخر كليات الحاسب تحديدا باحتواء معاملها على أحدث التجهيزات الحاسوبية و التقنيات المتطورة و الشبكات السريعة المتصلة بالإنترنت ... فعندما يدفعك الفضول لأخذ جولة في معامل كلية الحاسب في إحدى الجامعات الأجنبية ستنبهر بالتقنيات و التنظيمات الموجودة في معاملهم سواء كانت معامل عامة أو متخصصة فعلى صعيد التقنيات نجد أن معملا متخصصا مثلا بتقنيات الوسائط المتعددة يحتوي على أجهزة من أحدث طراز مزودة بشاشات مسطحة مزدوجة الرؤية و أجهزة إدخال متخصصة و ماسحات ضوئية عالية الدقة وطابعات ليزرية ملونة وعادية وأجهزة بلوتر لعمل البوسترات... والأهم من ذلك كله أن جميع الأجهزة مرتبطة بشبكة محلية فائقة السرعة موصلة بالانترنت ...كما يغطي الحرم الجامعي نقاط للاتصال اللاسلكي بالانترنت. أما على صعيد التنظيمات فيوجد على جانب من المعمل غرف لفنيي الحاسب ومشرفي الشبكات وذلك لمتابعة الشبكة و إدارة حسابات المستخدمين من طلبة وأعضاء هيئة تدريس. و إذا استدعى الأمر أحيانا تهيئة جهاز أو عدة أجهزة أو عمل ترقية أو تركيب برامج معينة يقوم الفني من مكتبه بإصدار الأوامر عبر الشبكة للأجهزة المعنية من دون أن يكلف نفسه مشقة الذهاب للمعمل وعمل ذلك يدويا. أما لو أردنا الحديث عن موقع الكلية على الشبكة العنكبوتية ..فسنجد الخدمات والمعلومات التي تهم الطالب من جداول و صفحات للمواد الدراسية و نظام لتسليم الواجبات آليا وغيرها ... كما يمكن للطالب الدخول على شبكة الكلية عن طريق عمل شبكة تخيلية خاصة Virtual Private Network و متابعة بريده و استخدام بعض السيرفرات و الخدمات المتخصصة. و لننتقل الآن بزاوية 180 درجة حيث تقبع في قبو مبنى قديم معامل قسم تقنية المعلومات للبنات (تطبيقات الحاسب سابقا) في كلية علوم الحاسب و المعلومات بجامعة الملك سعود... في البداية ستنبهر بعدد الأجهزة وترتيبها داخل المعامل ولكن لو أمعنت النظر في الوضع القائم في هذه المعامل لرثيت لحال وصلت إليه كلية تعتبر الأولى في تخصص الحاسب الآلي للبنات على مستوى المملكة ... ذلك لأن المعامل تفتقر إلى وجود شبكة محلية التي تمثل أساس أي معمل وعامودها الفقري... حتى أنه من المخجل أن نسمع بأن معامل بعض مدارس البنات الثانوية مرتبطة بشبكة محلية... وكلية بحجم كلية الحاسب ...لا؟! لك أن تتخيل الجهد والوقت الذي تقتضيه عملية تركيب البرامج وعمل الترقيات وتثبيت تحديثات مكافح الفيروسات و تنظيف الأجهزة و ذلك بالمرور على كل جهاز على حدة .... ففي بداية كل فصل دراسي و نهايته تحدث حالات استنفار في الكلية لتسخير جهود الفنيات و المعيدات للقيام بهذه المهمة ... ناهيك عن المتابعة الدورية لمكافح الفيروسات و تحديثها و غيرها من المهام البدائية التي لا تتناسب مع تطلعات القرن الواحد والعشرين. إن ما ينقص معامل كلية الحاسب للبنات ليست التجهيزات فقط فالتجهيزات يمكن أن تكون موجودة بصورتها المبسطة و لكن النقص يكمن في تنظيم و إدارة هذه المعامل بالطريقة السليمة والعصرية ... فقائمة النواقص كثيرة وهي في ازدياد... فلا شبكة و لا سيرفرات و لا حسابات مستخدمين ولا بريد إلكتروني ولا إنترنت و أخيرا لا موقع يمثل القسم على شبكة الإنترنت؟!! إن وضع المعامل في قسم تقنية المعلومات بحاجة إلى تدخل سريع من قبل المسؤولين في الكلية... قبل أن يتفاقم الوضع و تتحول هذه المعامل إلى مزابل. [email protected]