بالنسبة للمدارس فإن الوحدة الصحية هي رمز التوعية الصحية ونموذج البيئة الصحية السليمة ، فالمدارس بكافة مراحلها تخضع للإشراف والمتابعة المباشرة من الوحدة في كل ما يتعلق بالشروط الصحية والتأكد من توفرها في البيئة المدرسية ، هذه الصورة الناصعة في ذهني عن الوحدة الصحية تغيرت بل انها انقلبت الى ضدها حينما اجبرتني ظروف صحية على زيارة الوحدة الصحية للبنات ببريدة ، وتذكرت المقولة العربية المشهورة « تسمع بالمعيدي خير من ان تراه « ، فقد وجدت الوحدة ابعد ما تكون عن الشروط الصحية التي تنادي بتطبيقها في المدارس ، بل إنني وجدت مدرستي الصغيرة افضل منها بمراحل ، فما إن دخلت باحة الوحدة إلا وصدمتني الاشجار اليابسة المتناثرة على مساحة المكان وبعد ان دلفت الى داخل المبنى كدت ارجع وأعود من حيث أتيت فالمكان يبدو مغلقاً ومظلماً والممرات ضيقة والمكاتب مكتومة والعيادات بعيدة وطريقة توزيع المكاتب عشوائية والتنقل بين اقسامها اشبه ما يكون بالمتاهة، والتهوية والإضاءة الطبيعية تكاد تكون معدومة ، والأمر هنا لا يعود الى ان المبنى مستأجر وأنه لم يصمم من الأساس مركز طبي فهذه حاصلة في مراكز صحية أخرى ومع ذلك فإنك تشعر عند دخولها بمستوى مقبول من المواصفات الصحية المطلوبة في هذه المواقع ، ولكن طريقة تصميم هذا المبنى غريبة ومختلفة حتى عن المنازل المعتادة. إنني استغرب ان تكون هذه الوحدة الصحية بوضعها المتردي هي القائدة والموجهة للصحة المدرسية لأكثر من 200 مدرسة بمدينة بريده ففاقد الشيء لا يعطيه ، وبيئة الوحدة ليست صحية على الإطلاق ومن المؤسف والمحزن ان تكون هذه الوحدة هي النموذج الذي تشاهده بناتنا عن الخدمات الصحية الخاصة بالمدارس.