صحيح.. لماذا تصاب بنات المدارس بحوادث الإغماء والهستيريا الجماعية وادعاءات التلبس أكثر من الأولاد!؟ فبين الحين والآخر أقرأ عن حوادث إغماء أو رعب جماعي يحدث في مدارس البنات حول العالم. ففي مايو الماضي مثلاً تحدثت الصحف الهندية عن حالة نفسية غريبة أصابت مدارس البنات في بلدة دولاجوباد. ففي البداية عانت ست فتيات من حوادث إغماء جماعي يفقن منها معتقدات أنهن (قطط) فقد كنّ يصدرن أصوات مواء ويسرن على أطرافهن الأربعة قبل أن يعدن لرشدهن. وسرعان ما انتشرت الظاهرة في عدة مدارس مجاورة وقالت إحدى الشائعات إن قبيلة من الجان سكنت البلدة وبدأت تتلبس الفتيات فيها.. غير أن أحد الاخصائيين النفسيين نصح المسؤولين بإقفال مدارس البنات لدمة أسبوعين لكسر حلقة الإيحاء بين الطالبات - الأمر الذي نجح بالفعل في انحسار الظاهرة -!! هذه الحادثة (التي تحدثت عنها صحيفة ديكسان الهندية في مايو الماضي) ذكرتني بحادثة مشابهة وقعت لدينا قبل خمس سنوات، فقد رفضت معلمات وطالبات معهد التربية الفكرية بجدة دخول المبنى بشكل نهائى بعد تكرار أذية الجن - ورفض المسؤولون طلبهن الانتقال لمبنى جديد. وقد تفاقمت الأمور لدرجة تغيبت معها 29 معلمة بشكل دائم - وإضراب الطالبات ورفضهن دخول المعهد -. وقد أدى الضغط النفسي إلى إجهاض ثماني معلمات وإصابة عدد من الطالبات بحالات هستيريا وادعاءات تلبس. وبعد إخلاء المبنى وتمديد إجازات البنات (حسب جريدة الاقتصادية 8/11/2000م) عادت رئاسة التعليم ونفت وجود الجان وأمرت باستئناف الدراسة في نفس المقر متجاهلة الحالة النفسية للطالبات!! ٭ أيضاً هناك حوادث الإغماء الجماعي وهستيريا الرعب التي تصيب الفتيات. ولعلكم تذكرون حوادث الإغماء الجماعي التي حدثت في مصر قبل سنوات قليلة وساهمت في انتشارها مبالغات الصحف والتركيز الإعلامي. فطالبات التوجيهي كن يتساقطن الواحدة تلو الأخرى بمجرد دخول إحداهن في غيبوبة. وسرعان ما انتشرت الظاهرة الغريبة في أنحاء مصر - وادعى البعض حينها أنها بسبب غازات سامة يسربها عملاء إسرائيل لمدارس البنات - .. ولكن الحقيقة هي أن الظاهرة برمتها كانت مجرد هستيريا جماعية سرعان ما اختفت بالتدريج!! وأذكر شخصياً (بعد حادثة الحريق الشهيرة في إحدى مدارس البنات بمكة المكرمة) أن هستيريا الحريق والتدافع انتشرت في عدد من مدارس وكليات المملكة.. وحينها كان يكفي ادعاء إحداهن برؤية دخان غريب - أو اهتزاز في جنبات المبنى - لإطلاق موجة من الفزع والإغماءات والهروب الجماعي (.. بل تكرر هذا الأمر ثلاث مرات متتالية بكلية التربية بالمدينة المنورة)! أضف لهذا فإنه كثيراً ما تحدث موجة الإغماءات المفاجئة بين الفتيات زمن الامتحانات أو أثناء فترة التقديم أو قبل حفلات التخرج، فقد حدثت مثلاً حالات إغماء كثيرة بين المتقدمات لجامعة طيبة عقب إغلاق باب القبول مبكراً مع بداية العام الدراسي 1426ه (حيث تم قبول 300 طالبة فقط من بين 7000 متقدمة) وتكررت نفس الظاهرة في محافظة الرس وعسير والخرج والقيصومة - ولم يلاحظ معظمنا أنها تتكرر بشكل دوري -...! كل هذه الحوادث تثبت سهولة التأثر الأنثوي وقوة الإيحاء الجماعي بين الفتيات.. أضف لهذا أن ارتفاع معدلات الغيبوبة بين الفتيات في سن المراهقة (ظاهرة طبيعية) بسبب حالات فقر الدم التي تعززها غزارة الدورة في تلك الفترة. وفي المقابل نادراً ما نسمع عن حوادث هستيريا أو إغماءات جماعية بين الطلاب الذكور. وفوارق كهذه تذكرنا باختلاف الأطر الشخصية العامة للجنسين - كما تذكرنا بألطف نصيحة في التاريخ: (رفقاً بالقوارير يا انجشة).