تعد الحمولة الزائدة مخالفة حقيقية وصريحة لدى إدارة المرور بسبب المخاطر التي قد تسببها تلك الحمولات على الغير، وفي الآونة الأخيرة تزايدت تلك المخالفات لا سيما في شوارع جازان، خصوصاً على الطريق الدولي لمنفذ "الطوال"، حيث تجد السيارات المخصصة للتحميل محملة بحمولات تفوق المسموح به، وتمر عشرات السيارات لباعة قدموا من دول مجاورة إما يجلبون بضائع أو يذهبون بها. وربما تتحول تلك المشاهد اليومية اللافتة للنظر إلى خطر حقيقي يذهب ضحيته أبرياء، ويتسبب في إلحاق الضرر بمركبات جراء تعرض أجزاء من تلك الحمولات للسقوط أثناء السير، ناهيك عن تزايد احتمالية تعرض المركبات للانقلاب أثناء المنعطفات جراء الحمولة الزائدة في وسط ذلك الطريق من تلك المركبات التي تحولت بشكلها الخارجي إلى ناطحات سحاب في طرقات جازان. وروى "عبدالحميد المصري" أنه في ذات يوم كان قادماً من محافظة "أبو عريش" ل"أحد المسارحة" سالكاً الطريق الدولي وفوجئ بسيارة وقد حملّت حمولةً زائدة، وتسير بسرعة جنونية، وبعد مرور ثوان معدودة سقط من السيارة طبق فضائي "دش" مستعمل يحمل في أسفله "بلك مقاس 20 سم" مصبوبة بصبة خرسانية قد استعملت من قبل لتثبيت الصحن لدى صاحبه الأول قبل بيعه في الحراج، وبعد وقوعه في وسط الشارع تناثرت الخرسانة والصحن امامه ليلحق بمركبته اضرارا بالغة فيما لاذ صاحب المركبة بالفرار دون أن يتوقف أو حتى يعلم عن طبقه الفضائي شيئاًً، دون أن يدرك ما سببه إهماله من خطر كاد أن يكلف الآخرين الكثير. من جانبه، قال "ناصر حسن سوادي حساني" أنه بينما كان يسير وسط الظلام الدامس، إذ بجركل ماء مستعمل سعة 25 لتراً فارغ من الماء سقط من سيارة كانت محملة بحمولة زائدة، مما أتلف مقدمة سيارته بالكامل، واستوجب اصلاحها بمبلغ كبير بسبب تلك الحمولة العشوائية، وإهمال إدارة المرور في محاسبة المراقبين، مبيناً أن الحمولات الزائدة تعد مشهداً غير حضاري، إلى جانب أنها فوضى وعشوائية قد تشكل خطراً بالغاً على الآخرين خصوصاً في أثناء القيادة مساءً، مطالباً بالحد من هذه الظاهرة التي انتشرت بشكل كبير نهاية كل أسبوع. وتمنى عدد من المواطنين وأصحاب المركبات في جازان بفرض مخالفات صارمة على من يتعمد ويكرر تحميل حمولة زائدة في مركبته، مما قد يشكل خطراً على أنفسهم، أو على الآخرين، مبدين استغرابهم من مرور تلك المركبات بهيئتها وحمولتها الزائدة أمام نقاط التفتيش دون محاسبتهم ومنع مرورهم لما يشكلونه من خطر بلامبالاتهم.