من بعيد ، تظنها شاحنة وقد ردمت فوقها الأشياء ردماً حتى باتت كقصر مشيد ، وحين تقترب منها تبدو لك غير ذلك، فهي مجرد سيارة نقل خفيف قد قسا عليها من قسا لتبدو مع الطريق الدائري تئن تحت وطأة حمولة من الحديد أو خلافه تسبقها تلك الحمولة بأمتار وتتبعها بأمتار كذلك. لم تكن السلامة المرورية هي وحدها الغائبة عن المشهد، فحجم حركة السيارات المرتكبة لهذه المخالفة المرورية الواضحة ينبئ عن فوضى عارمة في عملية تنظيم النقل . فهذا حداد تبلغ أطوال حديده أمتاراً تفوق طول السيارة ، وهذا خطاط قد شحن السيارة الخفيفة بلوحة لمحل تجاري تفوق طول السيارة بالضعف على أقل تقدير ..وبالرغم من أن استخدام السيارات الخفيفة كسيارات نقل لحمولات زائدة ، إلا أن الحاجة أحياناً قد تضطر كثيرين لفعل ذلك وسط غياب العقاب وتطبيق النظام. استخدام السيارات الخفيفة كسيارات نقل لحمولات زائدة لكن الأمر يزداد خطورة حين تستخدم السيارات (السيدان) المخصصة للركاب في تحميل بضائع أو معدات تشكل خطورة كبيرة على مستخدمي الطريق..ففي هذا التقرير المصور الذي صورناه في الطريق الدائري وطريق خالد بن الوليد في مدينة الرياض تستحوذ ورش الحدادة ، وبعض محلات الخطاطين وعمال البناء على اغلب تلك المخالفات..يأتي هذا بالرغم من الحضور المكثف لدوريات المرور السري في الطريق الدائري والتي تقوم بدور كبير في ضبط الحركة المرورية ، إلا أن تركيزها على السرعة دون سواها قد ترك مساحة لتلك السيارات أن تمر مرور الكرام. نظام المخالفات المرورية في المملكة يتضمن عقوبات بحق قائدي السيارات التي يتم تحميلها بشكل يعرض سلامة مرتادي الطريق للخطر، وكذلك الحمولة الزائدة ، لكن الرهان يبقى على القدرة على تطبيق تلك المخالفات. الجدير بالذكر أن إحصائية المخالفات المرورية التي صدرت عام 1430ه وهي الأخيرة والمنشورة على موقع المرور والتي بلغ عدد المخالفات فيها أكثر من ثلاثة ملايين مخالفة لم تتضمن أي إشارة إلى تخصيص مخالفات تخص الحمولات الزائدة على الرغم من أن نظام المرور قد خصص لها مخالفة تتراوح ما بين 500 إلى 900ريال. لوحة لمحل تجاري تفوق طول السيارة