نشرت خلال " ملتقى المرأة مالها وما عليها " أرقام مخيفة لا بد أن نتوقف عندها، من ضمن ما نشر أن هناك آكثر من مليون ونصف فتاة عانس فوق الثلاثين سنة، وأن مجمل العوانس بالمملكة يقارب أربعة ملايين " لا اعرف كم حدد سن بداية العنوسة " هذا إحصاء منشور وليس من عندي، ويجب أن لا ننسى أن هناك أيضا شبابا بنفس العدد أو يقل قليلا هم " عانسون " -إن صحت التسمية- تعدت أعمارهم الثلاثين ولم يتزوجوا، فهي مشكلة مشتركة من الجنسين، وإن كان مجتمعنا ينظر أنها مشكلة نسائية أكثر منها مشكلة للرجل، فهذه مشكلة ايضا. وضعت أسباب كثيرة لهذه، لكن سأركز هنا على الجانب الاقتصادي الذي هو سببا مهما ضمن أسباب آخرى عديدة للعنوسة، فحين نعرف مستوى الدخل للمواطن ( في حال وجود دخل وعمل له) يصبح متوسط كفاف العيش لمن لا يملك منزل الآن بين 6000 و 7000 ريال، وهذا شاب في مقتبل العمر، وحين ننظر لتلكفة الزواج من تجهيز وتأسيس بيت زوجية ، في ظل وجود عمل ومصدر دخل كافي ، سيعني أن هناك تكاليف كبيرة وباهظة على المواطن لن تقل عن 150 الى 200 ألف ريال ، فمن أين يوفر أصحاب الرواتب 3000 أو 5000 أو 7000 ريال مبالغ الزواج لانها تحتاج سنوات لا تقل عن خمس أو قروض قاسية، وهم يصرفون من راتبهم. حل مشكلة العنوسة من الجنسين ولا ارى أنها مشكلة للنساء أيضا بل للشباب، أن يبحث عن شريكة وزوجة له ، وهو لا يستطيع وهي أيضا، بسبب وضع المجتمع والعادات والتقاليد وأسلوب الزواج الذي هو أيضا عقبة من عقبات الزواج بدليل أن المملكة أعلى دول الخليج في نسبة الطلاق، مما يعني أن هناك خللا اجتماعيا رغم أننا الاكثر تركيزا في الجانب الديني والتحفيز العالي به ورغم ذلك لم يغير من الواقع شيء. ما أركز عليه كثيرا أن الجانب الاقتصادي والوضع المالي للشباب لا يسمح بزواج ميسر أو ممكن بلا عقبات وديون ومنغصات، ولن نقول الحلول ستأتي سريعا أو من الدولة، لكن يجب أن نفتح موضوع الرواتب، هل هي كافية ؟ هل مجتمعنا يبالغ في شروط الزواج وتكاليفه لدرجة الإعاقة والتعثر؟. المنظومة بكاملها تمتلئ خللا وإلا ما وصلنا لهذه النتيجة التي تعني أن هناك ما يقارب من 8 ملايين في سن الزواج ولا يستطيعون، والحلول ليس أن يتزوج أو تتزوج فقط، بل ما بعد الزواج، فهل يستطيع القيام بمصاريف وحياة أسرة ؟ فلا يكفي أن يتزوج ونتركه يبحث عن معونة لأننا بذلك نخلق مشكلة إضافية آكبر من السابق، الحلول تأتي من الجذور وتأخذ صفة الديمومة، الخلل كبير وهذا ما نشاهده بالأرقام.