بين مملكة البحرين وبين المملكة العربية السعودية الشقيقة تمتد جسور من المحبة والأخوة والثقة والتعاون وهي جسور بنيت على أسس راسخة عبر تاريخ طويل من العلاقات الوطيدة بين القيادتين والأسرتين المالكتين الكريمتين ضربت جذورها عميقاً في التاريخ وفي تربة خصبة عززتها نفوس كريمة وإرادات قوية وعزائم صادقة. واليوم لي الشرف العظيم ان أكون مساهماً بسيطاً في هذه المسيرة المباركة الطويلة والعلاقات الوطيدة الراسخة التي أرسى دعائمها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين وأخوه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة حفظهما الله ولأعمل ما وسعني الجهد على تطويرها وتنميتها في سائر المجالات. وما احتفالنا بالعيد الوطني المجيد وعيد الجلوس الملكي السعيد في هذه الأيام المباركة إلاّ اعتزازاً وافتخاراً بما حققته مملكة البحرين العزيزة من منجزات ونمو وتقدم وازدهار في جميع المجالات مما وفر لشعبنا كل ما يصبو إليه من عزة وسؤدد ورفعة واستقرار ورخاء. ومن الطبيعي ان نشير هنا إلى ان مملكتنا الغالية تعتز بكونها عضواً في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وهي منظومة إقليمية عززت أواصر القربى والأخوة والتنسيق والتعاون ووثقتها بين الدول الست مما جعلها قوة ذات تأثير واضح في الإطار العربي والاقليمي والدولي. وهذا ما يرسخ هويتنا العربية وإنتماءنا الإسلامي ودورنا في المجتمع الدولي. ولعل من المناسب ان أشير إلى ان علاقاتنا وسياساتنا مبنية على الاحترام المتبادل وحسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الغير الداخلية، إلى جانب قيم التسامح والتفاهم والحوار البناء والحفاظ على الأمن والاستقرار الداخلي والاقليمي والعالمي لنكفل لشعوبنا وشعوب العالم أجمع الحياة الكريمة والمستقبل الأفضل. ولا يفوتني الإشارة إلى ان البحرين كانت سباقة دائماً إلى توفير العيش الكريم لمواطنيها مشفوعاً بالكرامة والحقوق الإنسانية وكفالة الحريات العامة بما فيها الحريات السياسية والتعددية الفكرية واحترام العقائد والشعائر والأديان. ولا أجد ان الحديث عن ذلك سيكتمل دون ان أوضح ان هذا كله كان مضمون المشروع الاصلاحي والديموقراطي الذي أراده صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لشعبه الوفي في السنوات الأولى لتوليه مقاليد الحكم عام 1999م وشمل المشروع التوافق الشعبي الكامل على ميثاق العمل الوطني عبر استفتاء عام وإيجاد دستور جديد وإجراء انتخابات نيابية وبلدية نزيهة وحرة وإنشاء مجلس وطني بجناحين: منتخب (مجلس النواب) ومعين (مجلس الشورى) وكذلك حرية العمل السياسي والمشاركة الشعبية والأحزاب السياسية. وقد حق لنا ان نفتخر ونعتز بهذه التجربة الرائدة. لقد اعتمدت القيادة البحرينية نهج الديموقراطية والاصلاح المستمر بخطى هادئة وواثقة، وبلا تسرع ولا إبطاء وظلت السياسة البحرينية تهتدي بقيم الإسلام السمحة في الاعتدال والوسطية والتسامح الأمر الذي مكننا من تجاوز العديد من العقبات والأزمات والتحديات الإقليمية والخارجية. وهذا كله بفضل حكمة القيادة وتعاون الأسرة البحرينية الواحدة وما لديها من مبادئ التعاطف والتكاتف والتفاهم وإيمان بالبحرين ووحدة شعبها تحت الراية الخليفية الخفاقة. ولهذا فإن البحرين لا تخشى التحولات التي تشهدها المنطقة، بل تؤمن بأن إرادة الشعوب أولى بأن تحترم وتطلعاتها جديرة بأن تلبى لتبقى الشرعية راسخة ويظل الاصلاح مستمراً وتكون الديموقراطية نهج حياة وسبيلاً واسعاً للتقدم والاستقرار والعدالة. وبهذه المناسبة الغالية على قلوب البحرينيين جميعهم يشرفني ان أرفع أجمل التبريكات والتهاني، مقرونة بأسمى معاني الولاء والاخلاص إلى مقام سيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وإلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى حفظهم الله ورعاهم. وحفظ الله البحرين عزيزة كريمة. * سفير البحرين لدى المملكة