عقد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين اجتماعا ثنائيا في قصر الصخير في البحرين البارحة. وفي بداية الاجتماع رحب جلالة ملك البحرين بخادم الحرمين الشريفين، متمنيا له طيب الإقامة في مملكة البحرين. وقد أعرب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عن شكره وتقديره لأخيه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، على ما لقيه والوفد المرافق له من حسن استقبال وكرم ضيافة. عقب ذلك، جرى بحث مجمل الأحداث والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وموقف البلدين الشقيقين منها، إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات، بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين. ومن ثم، صحب جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين أخاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في موكب رسمي إلى المقر المعد له في قصر البستان. ثم بدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بالقرآن الكريم. وألقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الكلمة التالية: أخي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أيها الإخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشكركم على مشاعركم الكريمة تجاهنا، وتجاه بلدكم الشقيق المملكة العربية السعودية وشعبها، وهي مشاعر لها مكانها الرحب في نفوسنا، وتصونها روابط الدين، والتاريخ، والمصير المشترك، بين بلدينا وشعبينا. واليوم أيها الأخ الكريم تأتي زيارتنا هذه لا لتضيف جديدا، بل لتقول للآخر إننا وطن وشعب واحد في السراء والضراء. أخي الكريم إن سيف الإمام تركي مؤسس الدولة السعودية الثانية ، والذي تقدمونه اليوم لأخيكم بما يحمله من رمزية تاريخية بالنسبة لنا ولكم، تعبر عنه مكارم الأخلاق والقيم، التي حفظته، وصانته، وأكرمته، عندما حل في وطنه الآخر البحرين، فشكرا لكم ولأهلنا شعب البحرين الشقيق. هذا وأسال الله لنا ولكم وللأمة العربية والإسلامية العزة والتمكين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. إثر ذلك قلد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أخاه الملك حمد بن عيسى آل خليفة قلادة الملك عبدالعزيز، التي تمنح لأصحاب الجلالة والفخامة قادة وزعماء الدول الشقيقة والصديقة تكريما لجلالته. ثم ألقى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الكلمة التالية: خادم الحرمين الشريفين أخينا العزيز الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، أصحاب السمو الأمراء، الإخوة الحضور. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نرحب بداية بقدومكم الكريم في هذه الزيارة التاريخية لتكونوا بين أهلكم في بلدكم البحرين فأهلا وسهلا بكم. وبهذه المناسبة الكريمة يسعدنا ويشرفنا باسم الأسرة الخليفية قاطبة أن نقدم لكم السيف الملقب (بالأجرب)، سيف جدكم الإمام تركي بن عبدالله آل سعود طيب الله ثراه، والذي كان لنا شرف الاحتفاظ به ما يقارب المائة وأربعين عاما، منذ أن أرسله وحفظ كأمانة الإمام سعود بن فيصل آل سعود إلى أخيه الجد الكبير الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، رحمهما الله، وهو المعروف بالبيت المشهور في قصيدة الإمام تركي حين قال : من يوم كل من رفيقه تبرا حطيت الأجرب لي صديق إمباري ولقد ظل هذا السيف رمزا من رموز العائلة الواحدة والأصل الواحد والموقف الواحد على مر السنين، وقد ارتأينا بهذه المناسبة المباركة أن يكون مكانه بين أياديكم الكريمة تذكارا لما بناه الأولون وأمانة خالصة للأخوة الحقيقية والتاريخية بيننا وللتكاتف والتلاحم بين الشعبين السعودي والبحريني. وهي حقيقة يذكرها التاريخ للقائد والمؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في هذا القصر العامر، حين قال لأخيه الجد صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة رحمهما الله، «إن القلوب مجتمعة إلى يوم الدين». إثر ذلك قدم جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة سيف الإمام تركي بن عبدالله آل سعود لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، كما قدم جلالته لخادم الحرمين الشريفين وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الممتازة تكريما للملك المفدى. من جهة أخرى، وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ببناء مدينة طبية تتبع لجامعة الخليج العربي في البحرين، هدية باسم شعب المملكة العربية السعودية لأشقائه شعب مملكة البحرين ولدول مجلس التعاون الخليجي الشقيقة بمبلغ مقداره مليار ريال سعودي. صرح بذلك رئيس جامعة الخليج العربي الدكتور خالد بن عبد الرحمن العوهلي قائلا: «إن جامعة الخليج العربي في البحرين تتشرف وتفتخر بتسمية المدينة الطبية باسم «مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز الطبية» ، تقديرا وعرفانا بدور خادم الحرمين الشريفين الرائد في خدمة الأمتين العربية والإسلامية، وداعما للتنمية والعلوم في دول الخليج العربي للرقي بها إلى مصاف الدول المتقدمة». وقدم الدكتور العوهلي باسمه واسم مجلس أمناء الجامعة وجميع منسوبي جامعة الخليج العربي وافر الشكر والعرفان والامتنان لخادم الحرمين الشريفين لدعمه السخي للعمل الخليجي المشترك ولجامعة الخليج العربي. وركز على أن هذه الجامعة سوف تكون منارة للعلم والعلماء، وجامعة متميزة على سواحل الخليج العربي. هذا وأقام جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين البارحة مأدبة عشاء، تكريما لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والوفد المرافق له. حضر المأدبة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية، أصحاب السمو ورئيس مجلس الشورى، رئيس مجلس النواب والوزراء وكبار المسؤولين في مملكة البحرين. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصل إلى المنامة بعد عصر أمس في زيارة رسمية إلى مملكة البحرين الشقيقة تستمر يومين. وكان في استقبال الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدى وصوله قاعدة الصخير الجوية جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، الذي رحب بخادم الحرمين الشربفين ومرافقيه، متمنيا لهم طيب الإقامة في بلدهم الثاني مملكة البحرين. كما كان في استقباله صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية ، وأصحاب السمو وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة البحرين عبدالمحسن بن فهد المارك وسفير البحرين لدى المملكة محمد صالح الشيخ علي، فيما كانت المدفعية تطلق 21 طلقة ترحيبا بمقدم خادم الحرمين الشريفين. بعد ذلك توجه الملك عبدالله بن عبدالعزيز وجلالة ملك البحرين إلى قاعة كبار الزوار في مطار القاعدة، حيث صافح جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أعضاء الوفد الرسمي المرافق لخادم الحرمين الشريفين. كما صافح خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس الشورى، رئيس مجلس النواب والوزراء وسفير قطر لدى مملكة البحرين عميد السلك الدبلوماسي الشيخ عبدالله بن ثامر آل ثاني، كبار ضباط قوة الدفاع ووزارة الداخلية والحرس الوطني، أعضاء سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة البحرين. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد غادر الرياض عصر أمس متوجها إلى المنامة في زيارة رسمية لمملكة البحرين تستمر يومين تلبية لدعوة تلقاها من أخيه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة.