في ظهيرة يوم صيفي من شهر رجب عام 1395 التقطت صورة بكاميرتي الخاصة في (قصر الروضة) أحد قصور البدائع الشهيرة مكانة وإمكانات.. وهي مزرعة العم عبدالله الصالح العمرو يرحمه الله في (العلوات) - التسمية الدراجة آنذاك للبدائع العليا حيث كانت في ذلك الحين مكونة من (العلوات) و(الوسطى) و(التحتيات) و(أم تلعة) - ويبدو في الصورة سبعة من كبار رجالات أسرة العمرو وهم من اليمين: العم عبدالله الصالح العمرو - يرحمه الله، العم ناصر العبدالعزيز العمرو - يرحمه الله، العم عبدالله السليمان العمرو - يحفظه الله، العم سليمان الصالح العمرو - يرحمه الله، الوالد سليمان المحمد العمرو - شافاه الله وعافاه، العم رشيد العلي العمرو - يرحمه الله، العم سليمان العبدالله العمرو - يرحمه الله. كنت حينها في رحلة مع الأهل للبدائع في إجازة أول سنة جامعية، وهي رحلة سنوية، يجتمع فيها أغلب الأقارب من أسرة العمرو، في اجتماع سنوي صيفي تراوح لقاءاته بين (البدائع) و(رياض الخبراء)، حيث أصول وجذور العائلة ومزارعهم وسكناهم آنذاك. كنا شباباً صغاراً وتشدنا همم الرجال ورحابة صدورهم وكرمهم وجودهم، فكنا نقبل لهذا بحماس وشوق للقاء الأعمام وأبناء العمومة. كان من بين القمم الشامخة في هذا الاجتماع السنوي وقامة تجمع خصال الرجال الكرام العم عبدالله الصالح العمرو يرحمه الله، أحد كبار الأسرة وركن أساسي في لقاءات أفرادها. ** كنا جميعاً نراه العم الكبير الذي يصافحنا بقلبه فرداً فرداً، ويلفنا بكرمه ويمتعنا بحديثه.. يجمع في حديثه بين الرواية التاريخية والأحاديث الطريفة ولا يترك أحداً منا إلا وقد عرف منه وعنه وأحاطه بعنايته وحبه. ومنذ ذلك الحين والسنون تزيده شموخاً ووقاراً وتثير فيه المودة وبحضوره يتدفق الكرم وإليه تجذبنا كل خصلة فيه يرعانا بها. رأيت أنا وإخواني ما يحمله الوالدين من حب وتقدير لهذا الرجل الانسان فأصبحت مشاعرنا امتداداً لهما تجاهه وإذا ما أراد أحدنا السفر إلى القصيم فلا وصية لوالدينا سوى تذكيرنا بزيارته وتحميلنا التحيات له. مرت العقود وأجيال من شباب العائلة، يكبرون ويكبر حبهم لهذا الرجل وإعجابهم به وهو الذي يجمع ولا يفرق، يعطي ولا يأخذ وأصبح مقصداً ومزاراً لهم أينما حل، حتى استقر به المقام في مقبرة (النسيم) بعد أن أعياه المرض وأقام طويلاً في المستشفى العسكري بالرياض، والحضور في الصلاة عليه، ومواراة جثمانه الثرى، أصدق تعبير على الحب الكبير الذي لا يناله إلا رجل كبير بحجم العم عبدالله الصالح العمرو، الذي رحل وترك لنا إرثاً جميلاً تعتز به أسرة العمرو والبدائع. فأحسن الله عزاء الأسرة وأخص بالذكر أبناءه الكرام اللواء متقاعد محمد والأستاذ صالح واللواء سليمان والأساتذة: منصور، وسلطان، وأحفاده. ونسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن ييمن كتابه، ويهون حسابه ويلهم ذويه الصبر والسلوان.