سلم ضابط المخابرات السورية المنشق الرائد حسام الدين عبدالمجيد حساني العواك أمس رسالة الى الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي لعرضها على اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر السبت المقبل برئاسة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري. وجاء في الرسالة إن عقيدة الجيش السوري "الدين لله والوطن للجميع" ، إلى أن سلبت عائلة الأسد السلطة، وحولت الجيش إلى حارس للعائلة وغطاء لنهبها خيرات سوريا وقوة لقمع شعبها، وتخلت عن مهامها المقدسة في حماية الوطن وصون كرامته، بحيث أصبح الجيش الذي بني من دماء وعرق جبين الشعب أداة لقمعه وقتله، تاركاً أرضه وسمائه مباحة أمام العدو الإسرائيلي طوال السنوات الماضية. وتوضح الرسالة أن الشهور التسعة الماضية، لطخت سمعة الجيش السوري بالخزي والعار، بعد أن تسببت أسرة الأسد في توريطه، فكان بين صفوفه من هم أقرب للوحشية والإجرام، وانهالوا على الشعب السوري قتلاً وفتكاً إلى جانب المرتزقة من حلفاء آل الأسد. ويضيف في الرسالة إن الثورة السورية مدنية، أراد بها الشعب اللحاق بأخوته العرب في تونس، ومصر وليبيا واليمن، لكن النظام اختار خياراً واحداً، إما ركوع الثوار أو الإبادة، فأصبح الشهداء بالآلاف من أطفال وشباب ونساء وشيوخ. وأنه مع ضعف التغطية الإعلامية لما يجري داخل الثكنات العسكرية، سقط الكثير من الشهداء من أحرار الجيش السوري الذين رفضوا إطلاق النار على شعبهم فتم إعدامهم رميا بالرصاص من الخلف. ولفت الى أن كثيرا من عناصر الجيش السوري تحاول أن تنفض غبار الذل والعار وهي تنضم إلى صفوف الثورة دفاعاً عن الشعب السوري الأعزل، وجديرة بتطهير تراب سوريا من القتلة والمرتزقة وعودة الجيش السوري إلى تاريخه المجيد وماضيه العريق، الذي رسمه وزير الحربية الشهيد يوسف العظمة، ولتمتد بطولاته إلى الوطن العربي، فيستشهد ضباطه دفاعا عن الأمة العربية، وستظل مياه قناة السويس المصرية شاهداً على تلك البطولات حين أمتزجت دماء الشهيد جول جمال مع دماء رفاقه المصريين دفاعا عن تراب مصر. وأشار إلى تمسك السوريين برفض أي احتلال عسكري للأراضي السورية، مع التأكيد على بذل الجهد لإنقاذ سوريا من حرب الإبادة وتجنيب المنطقة الذهاب إلى المجهول. وأضاف أن ثمة مطالب يجب تحقيقها وهي الحزم الفوري لوقف حرب الأبادة على الشعب السوري، وإنهاء حقبة المهل العربية التي استغلها النظام السوري ليزيد من فتكه بالثوار، وثانياً تأمين الحظر الجوي والبحري من أجل وقف الإمدادات العسكرية التي تنهال على النظام السوري من روسيا وإيران، وثالثاً توفير الدعم العربي للجيش السوري الحر وكافة المنشقين بالعتاد والمتطلبات التي يحتاجونها لردع القتلة وإنقاذ سوريا قبل الذهاب للمجهول، ورابعاً "في حال تعذر الدعم العسكري عربياً، فلتتبنى الجامعة العربية تأمين الدعم العسكري للجيش السوري الحر المنشق من خلال الأممالمتحدة دون المساس بسيادة سوريا، وخامساً السعي الفوري لتأمين كل متطلبات الحياة من غذاء ودواء وفرق طبية وإغاثية، بعد أن اصبحت سوريا بلداً منكوباً.