مرجعي في هذه المقالة هو هذه الجريدة في عددها يوم الخميس الماضي عن تحدي نسائنا للظروف والتقاليد بالخروج ببسطات في طريق الثمامة بالرياض. وتوقّفتُ مثل غيري عند قول إحداهن: حاولت مليا البحث عن وظيفة تناسب مؤهلاتي العلمية خاصة أني خريجة جامعة من بريطانيا وأرملة للواء لطبيب جراح، طرقت جميع الأبواب والجهات بحثا عن وظيفة تناسب مؤهلاتي، وللأسف لم أجد من يرحب بي، طلبت الحصول على قرض للبدء في مشروع خاص بى ولم أجد مجيبا والمبالغ التي ممكن أن أحصل عليها متواضعة جدا لا تساعد على (فتح بسطة)، فكرت أن أقهر البطالة التي فرضت عليّ بالطهي في منزلي والبيع، فلاقى مشروعي رواجا ونجاحا، لكن الدخل لا زال محدودا. من هذا نرى أنه رغم المعارضين لعملها والمحبطات الكثيرة التي تواجه المرأة عندنا، إلا أنها أثبتت قدرتها على الخلق ( خلق القدرات ) وإظهار ماضيها للامع; كما فعلت أمها - ربما - أو جدتها، وما ذلك - في رأيي إلا بسبب محدودية الفرص المتاحة لها. في ظروف صعبة تنوعت بين البرد القارص والأمطار تقف نساء على أرصفة الثمامة يبعن منتجاتهن من المأكولات الشعبية والإقط، منتصرات على ثقافة" المرأة عورة والاختلاط ممنوع" بعد أن تخلى عنهن المجتمع وأجبروهن على مواجهة مصيرهن. وأكدت الكثيرات أنهن لم يجدن أي مضايقات من الزبائن، بل إن كل من مر بهن ينظر إليهن نظرة إعجاب وإشادة لعزيمتهن وقوة صبرهنّ. أقرأ هذا والصحافة العالمية تكرر مطالعاته وتعليقاتها على أخبار توكل كرمان ورئيسة ليبيريا أيلين جونسون سيرليف ومواطنتها ليما غبووي اللواتي فزن بجائزة نوبل "لدفاعهن عن حقوق المرأة في مناطق من العالم ولمساعدتهن النساء في بناء السلام". وقال ثوربيورن ياغلاند رئيس اللجنة النرويجية لنوبل في الاحتفال الذي جرى في القاعة الفخمة لمجلس العاصمة "أنتن تمثلن إحدى القوى الهامة الدافعة من اجل التغيير في العالم اليوم: الكفاح من أجل حقوق الإنسان عامة ومن أجل حق المرأة في المساواة والسلام خاصة". ولا أبخس حق المجتمع المدني عندنا، بجمعياته بتثمين دوره في مساعدة ذوات الحاجة لفرص العمل. لكن كلنا نتفق أن الصخور والأشواك كثيرة أمامه، والمأساة تكبر.