رحبت وكالة الطاقة الدولية برفع انتاج النفط السعودي قائلة انه سيخفف المخاطر التي تفرضها أسعار الوقود المرتفعة على جهود انعاش الاقتصاد العالمي. وتحذر الوكالة التي مقرها في باريس وتقدم المشورة الى الدول الصناعية في مسائل الطاقة من أن أسعار برنت فوق 100 دولار للبرميل تشكل تهديدا للاقتصاد العالمي. وسجل برنت أكثر من 108 دولارات للبرميل امس وبلغ متوسطه أكثر من 111 دولارا على مدار العام. وقال فاتح بيرول كبير اقتصاديي وكالة الطاقة الدولية خلال ندوة في أستراليا امس ان زيادة الانتاج السعودي في نوفمبر جاءت في الوقت المناسب نظرا لتدني مخزونات النفط العالمية وضعف انتاج الدول غير الاعضاء في منظمة أوبك. وقال بيرول "مستويات مخزون دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بلغت مستويات منخفضة تاريخيا اضافة الى أننا في وضع تعاف اقتصادي هش للغاية. "ومن شأن أسعار أعلى من التي لدينا حاليا أن تخنق جهود التعافي الاقتصادي في أنحاء العالم ومن ثم فان تعزيز الانتاج السعودي حاليا وفي المستقبل سيكون محل ترحيب كبير." وقد بلغ انتاج منظمة البلدان المصدرة للنفط اوبك 30 مليونا و785 الف برميل يوميا في نوفمبر، ليمثل اعلى معدل انتاج للمنظمة التي تضم 12 بلدا منذ ثلاث سنوات، في الوقت الذي تضخ السعودية قرابة 10 ملايين برميل يوميا، بحسب ارقام اوردتها دورية ميس المتخصصة. فباستثناء العراق، التي لا تخضع لنظام اوبك للحصص بسبب الاضطرابات التي تعانيها بغداد، ضخت اوبك 27,94 مليون برميل يوميا في نوفمبر، اي اعلى بما يقارب 800 الف برميل يوميا عن الشهر السابق، حسب المصدر ذاته في العدد الذي صدر امس. وجاء نحو نصف الزيادة الشهرية من السعودية، التي رفعت انتاجها من 9,5 ملايين برميل يوميا في اكتوبر الى نحو 9,9 ملايين الشهر الماضي. وبحسب حصص الانتاج الرسمية لاوبك حدد انتاج المنظمة ب24,84 مليون برميل يوميا باستثناء العراق، وهو الحد المتفق عليه منذ يناير 2009، غير ان اغلب بلدان المنظمة، ومنها الكويت والامارات، قد تجاوزت الحصص المحددة لها لتلبية الطلب المتزايد. ومن المقرر ان يلتئم اجتماع اوبك غدا الاربعاء حيث من المتوقع ان تبحث بلدان المنظمة الابقاء على مستويات الانتاج الحالية او تعديلها. وبحساب الانتاج الزائد عن الحصص واضافة انتاج العراق تكون بلدان اوبك قد امدت العالم بنحو 34% من حاجته من الخام. اجتماع اوبك غدا سيبحث الابقاء على مستويات الانتاج الحالية او رفعها.