طرابلس، طهران، فيينا، لندن، نيويورك - رويترز - يقول وزراء النفط في الدول الأعضاء في منظمة «أوبك»، المقرر أن يتوجهوا إلى فيينا لعقد اجتماعهم الدوري غداً، أن لا حاجة إلى تغيير حصص الإنتاج، في وقت تسجل أسعار النفط مستويات تتجاوز نطاقهم المفضل البالغ 70 إلى 80 دولاراً للبرميل، لكن ضعف الطلب جعلهم يدعون إلى كبح الإنتاج الزائد عن الحصص المتفق عليها. ويعود آخر اتفاق أبرمته دول «أوبك» لتعديل حصص الإنتاج إلى كانون الأول (ديسمبر) 2008 إذ أجرت خفضاً قياسياً بمقدار 4.2 مليون برميل يومياً ليبلغ الإنتاج المستهدف 28.48 مليون برميل يومياً عندما كان العالم ينزلق صوب الركود. لكن العام الماضي، شجع ارتفاع أسعار وتعافٍ اقتصادي عالميٍ مترددٍ أعضاء «أوبك» على ضخ مزيد من النفط في الأسواق. وفي شباط (فبراير) الماضي، كانت «أوبك» ملتزمة بنسبة 53 في المئة فقط تخفيضات الإنتاج المتفق عليها، انخفاضاً من 81 في المئة قبل سنة. وتفيد تقديرات «أوبك» ووكالة الطاقة الدولية والحكومة الأميركية بأن الطلب أفضل مما كان متوقعاً وقد يواصل صعوده هذه السنة. وشدد وزير النفط القطري عبدالله العطية على أن «أوبك» لا تحتاج إلى تغيير سقف إنتاجها المستهدف خلال اجتماعها مع بقاء الأسعار مرتفعة على رغم وفرة المعروض. وقال لوكالة «رويترز»: «أسعار النفط وتذبذبها سبب من بين العديد من الأسباب التي ستؤدي إلى الإبقاء على مستويات الإنتاج المستهدفة». وأضاف أن المخزونات المرتفعة تبيّن عدم وجود نقص في المعروض من الخام في السوق، مؤكداً أن «أوبك» ستناقش الالتزام بتخفيضات الإنتاج. ورجّح رئيس «المؤسسة الوطنية للنفط» الليبية وأكبر مسؤول نفطي في ليبيا شكري غانم أن تبقي «أوبك» على مستويات الإنتاج من دون تغيير لأن الأسعار الحالية مرتبطة بالمضاربات أكثر من ارتباطها بالعرض والطلب. وقال غانم ل «رويترز» إن تقلب أسعار النفط «يجعل الأمر واضحاً تماماً أن ليس بإمكان المنظمة اتخاذ أي قرار بتغيير الحد المستهدف للإنتاج». وأوضح أن الاجتماع سيحض كل أعضاء «أوبك» على الالتزام بقرارات المنظمة حول الإنتاج. وأشار إلى أن العمل على استقرار الأسعار أصبح صعباً للغاية، وأضاف: «أنا شخصياً أعتقد أن الاتجاه العام للأسعار خلال السنة سيتراوح بين 80 و90 دولاراً للبرميل». وأكد وزير النفط الإيراني مسعود مير كاظمي أن بلاده تريد إبقاء سقف إنتاج النفط للمنظمة من دون تغيير في اجتماع فيينا. وأضاف في مؤتمر صحافي: «لا يوجد طلب كبير في سوق النفط... تريد إيران أن تبقي أوبك على سقف إنتاجها الحالي». ورأى أن «أسعار النفط الحالية غير حقيقية». وتراجع سعر برميل النفط إلى ما دون 81 دولاراً متأثراً بارتفاع سعر الدولار قبيل صدور بيانات اقتصادية أميركية في وقت لاحق أمس واجتماع «أوبك» غداً وقرار الصين في شأن الفائدة على ائتمان المصارف هذا الأسبوع. وخسر سعر العقود الآجلة للخام الأميركي الخفيف تسليم نيسان (أبريل) 94 سنتاً أو 1.16 في المئة إلى 80.30 دولار للبرميل وجرى تداوله في نطاق يتراوح بين 80.16 و81.31 دولار. ونزل سعر برميل خام القياس الأوروبي مزيج «برنت» 59 سنتاً إلى 78.80 دولار للبرميل. واستقر متوسط أسعار سلة «أوبك» القياسية عند 77.74 دولار للبرميل الجمعة.