في نزهة برية مع شباب من هذا البلد تناولنا أطراف الحديث فيما بيننا واتضح لي أن هناك أسراراً يخفونها عني وهذا بلا شك من خصوصياتهم. فقلت لهم لا تثريب عليكم فالخافي تظهر دلائله وتوضح علاماته وخصوصاً إن كان غير مرضي للأسرة أو المجتمع الذي نعيش فيه فالكل تبسم من كلامي! فأصبحوا يتغامزون فيما بينهم وكأني لم أشعر بذلك. فقلت لهم جميعاً عبارة واحدة وهي (كن صريحاً مع نفسك أولاً). فقال أحدهم والله إن في القلوب أسراراً عظيمة لا يعلمها إلا الله قلت له نعم ولكن دعونا نتكلم بصراحة وبشفافية واضحة فيما بيننا فقال الآخر بشرط قلت له لك ذلك فقال لعلك تكتفي بالكنية دون ذكر الأسماء. إن للشباب أهواء وآمالاً وطموحات يريدون الوصول لها ولكن كيف ذلك فلا بد أن نضع أيدينا بأيديهم لتتحقق الآمال والطموحات. وكيف يكون ذلك!! طبعاً بوصولكم إلى قلوبهم. 1 - يقول الشاب الأول أبو مشاري أنا شاب وأحببت فتاة ولكن لا أريد الزواج منها وإنما أنا اتخذتها حبيبة وصديقة لي إلى أن أتزوج فقلت له ألا تخاف الله فقال بلى ولكن متى أتزوج وأترك هذه المعاناة التي تلعب بأفكاري كل حين وأخر؟ 2 - وأما الشاب الثاني أبو فيصل فعجبت من قصته حيث قال: كل الشباب لهم غايات يسعون للوصول لها ولكن سترى في المستقبل القريب تحققت غاياتهم!! لقد تعرفت على فتاة ولا تسألني كيف تم ذلك ولكن عرضت الجانب على والدي لكي أتزوجها فاستوقفته وقطعت كلامه وقلت له أتريد أن تتزوج صديقتك؟ فقال نعم أريد الزواج منها! لماذا أنا متعرف عليها؟ ولماذا أنا اتخذتها صديقة؟ كل ذلك من أجل الزواج منها فأنا أعرف أن عملي هذا غلط ولا تقبله العادات والتقاليد ولا يقبل ديننا الإسلامي ولكن أنني أحبها!! 3 - وأما الشاب الثالث فهو أبو سامي فقال عن نفسه شيئاً عجيباً ولكنه مصر على عمله حيث قال: أنا أحب فتاة وهي موظفة وقد حصل بيننا اتصالات عديدة وفوق ذلك تمت الرؤية الشرعية بيننا دون علم الغير! فقلت كيف ذلك وكيف تقول نظرة شرعية؟ هل تمت النظرة بوجود محرمها أو كيف تمت النظرة التي تقول عنها أنت أنها شرعية؟ قال: تعرفت عليها عبر الانترنت وحصل بيننا التحدث بالصوت والصورة فكل منا اقتنع ورضي بالآخر وأنا الآن مصر على الزواج منها وقد قمت بجمع المال من أجل هذا الزواج وإن كان هناك موانع أسرية ولم يرض أهلي بذلك!! فهذا حب ومن لا يعرف الحب يجهل معناه. 4 - وآخرهم هو الشاب خالد الذي أدهشني بحديثه عن حبه لفتاة قد عرفها منذ سنة وحصل بينهما مبادلات بالصور! حيث قال لي إن الفتاة التي أحبها وقعت في يد أخيها حيث إنه وجد في جوالها مجموعة صور لي كانت مخبأة داخل الجوال فقام بسؤالها لمن هذه الصور؟ فردت عليه بكل شجاعة وثقة: إنه حبيبي وزوج المستقبل!! فقال لها اتصلي به لكي يتقدم لك بطريقة صحيحة وسليمة فقالت له: لك ذلك! فاتصلت بي وقالت: إن أخي يطلب مقابلتك من أجل الزواج مني فقلت لها موافق وعلى بركة الله وحددت موعد اللقاء بيننا! وعند مجيئي له قابلني بصدر رحب! وقال أهلا بك زوجاً وعريساً لأختي الصغرى وبعدها انصرفت إلى والدي أخبره بذلك أي (بأني وجدت فتاة أحبها وأريد الزواج منها) لكن والدي رفض هذا الزواج وبشدة!! فاتجهت إلى قريب لي وأخبرته بكل شيء فقال أنا أساعدك وأذهب معك لخطبة البنت وإني مؤيدك في الزواج منها. ولا زالت هذه المحاولات جارية مع والدي من أجل هذا الزواج.. والآن وقد ذكرت لكم أحوال هؤلاء الشباب وما هم فيه من حب وانسجام لتلك الفتيات.. دعوني أطرح عليهم مجموعة من الأسئلة: س - هل أنتم واثقون من هذا الحب؟ وهل هو حب حقيقي؟ س - وهل أنتم تستطيعون المحافظة على أنفسكم من تكرار التجربة مرة ثانية ومع فتاة أخرى؟ س - ما هو الشيء الذي دعاكم للقيام بهذا العمل؟ وهل أنتم قاصدون الزواج أو غير ذلك؟ والأهم في ذلك هو السؤال الأساسي والمحور المقصود من هذا التعارف كيف ستواجه هذا المجتمع؟ وكيف ترد على تساؤلاتهم عندما يعرفون عن خفايا هذا الزواج؟ وكيف تم؟ إنني أطرح هذا المقال بين أيديكم وكلي أمل أن ينال حقه الكامل بآرائكم لكي نصل بها إلى نتيجة نهائية تفي بالغرض وتنهي معاناة الغير في مثل هذا الزواج.. وأخيراً أتمنى من الجميع إظهار الرأي الشرعي والعلمي وكذلك رأي الشباب (ذكوراً وإناثاً) في هذا الشأن.. أسأل الله التوفيق للجميع والله الموفق.