تحتفي اليوم مؤسسة الأمير عبدالرحمن السديري الخيرية بصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز كشخصية لمنتداها في دورته الخامسة وذلك في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض لإسهامات سموه الكريم المتميزة في مجالات الإدارة المحلية والتنمية. وأثبت الأمير سلمان أصالة غير مسبوقة في فن الادارة، فكان من أبرز القيادات الوطنية التي اسهمت في تطوير العمل الاداري المحلي وتشكيله، وإعطائه البعد العالمي الخلاق بعيدا عن المحلية، ومن خلال خبرته في الحكم المحلي والتي تمتد لنحو خمسة عقود، أثبت قدرة فائقة على التعاطي مع قضايا محلية ووطنية متعددة ومتنوعة ومعقدة، والتعامل مع فئات المجتمع المختلفة تعليما وثقافة، فكان له مع كل فنٍ النصيب الوافر،وكان له في كل شأن الرؤية الثاقبة والموضوعية والقادرة على التطوير الرؤيوي والميداني. صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، رائد الادارة المحلية، وصانع المستقبل، هو اليوم في مسؤولية أكبر حجماً، وهو جدير في قيادة دفاع المملكة وزيرا لهذا الجانب الهام في المسؤولية الادارية ، وقادرا على الامساك بالذراع المرفوعة دائما نحو الأعالي لحماية أمن المملكة من كل خطر خارجي، خاصة وأن الزمن في غالبيته اليوم، يسجل في غالبية بلدان الأرض التزعزع، والاهتزاز، في حين تبقى المملكة العربية السعودية الملاذ الأكثر استقرارا وأمانا ورخاء ، لكل المقيمين على ثراها الطاهر، لأن حلم المؤسس يستمر في ابناء له حملوا الأمانة، وتابعوا الطريق إلى صناعة وطن كبير سياجه الاسلام والخير والحق. تعود نشأة مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية التي قامت بأمر ملكي رقم أ/442 عام 1403ه (1983م) إلى ما قبل ذلك بعقدين، حيث أنشأ المؤسس مكتبة الثقافة العامة بالجوف بمجهوده الخاص سنة 1383ه/1963م في مدينة سكاكا سعيًا منه لإيجاد وعاء ثقافي معرفي يسهم في تنمية الحركة الثقافية في منطقة الجوف وكان الهدف الأساس من إنشاء هذه المؤسسة الخيرية هو تولي إدارة وتمويل مكتبة «دار الجوف للعلوم» وتطويرها لتكون مركزًا علميًا وثقافيًا في المنطقة، بالإضافة إلى الإسهام في حفظ التراث الأدبي والأثري وإصدار مجلة شهرية، وبناء مسجد جامع، ومستشفى وروضة أطفال، وإحياء أسبوع ثقافي هو (أسبوع الجوف) في كل عام، وقد تحقق –بحمد الله- العديد من هذه الأهداف وما يزال العمل مستمرًا لتحقيق المزيد وفي عام 1424ه 2003م قرر مجلس الإدارة إنشاء فرع للمؤسسة في محافظة الغاط باسم مركز الرحمانية الثقافي، له نفس البرامج والفعاليات التي تقوم بها المؤسسة ولكن بموازنة بوقف مستقلة من أبناء وبنات المؤسس للصرف على هذا المركز. ومن أبرز إنجازاتها، مكتبة دار الجوف للعلوم حيث تطورت مكتبة الثقافة العامة تطورًا كبيرًا، وأصبحت تعرف باسم»دار الجوف للعلوم» وتتكون من قسمين واحد للرجال والآخر للنساء وتحتوي المكتبة على رصيد من الكتب تجاوز ال (180000) كتاب ويضم قسم الدوريات ما يزيد على 250 دورية، وتضم الدار مجموعة خاصة من المطبوعات ذات القيمة المرتبطة بالمنطقة ومخطوطات ووثائق ونقود وطوابع وكتب قيمة، وتضم أيضا مجموعة من الوسائل السمعية والبصرية التي تشمل الأفلام السينمائية والأشرطة والمصغرات الفيلمية وتتيح لروادها استخدام أحدث الأساليب التقنية في مجال المكتبات من حيث تكوين وإتاحة المكتبات الرقمية وقواعد البيانات العالمية.