في تقرير نُشر بهذه الصحيفة قبل 5 أشهر تحدث الزميل خالد الطويل عن النية لإعادة هيكلة الرئاسة العامة لرعاية الشباب بشكل يتناسب مع ميزانية الرئاسة التي حظيت بدعم خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لتحقق طموحات القيادة والشعب في تطوير قطاع مهم وحساس كقطاع الرياضة والشباب في المملكة، وذكر التقرير بعض الإحصاءات التي تجعلنا نقف كثيراً ونتساءل عن هذا البطء الشديد في عمل تغييرات إيجابية من شأنها أن تنعش جهاز الرئاسة ليقوم بمهامه كما يجب... لن أتحدث عن مليارات الميزانية ولا عن مشاريعها التي سمعنا عنها ولم نرها حتى الآن، ولكن سأتطرق للجانب الإداري الخاص بالرئاسة والذي يقوم عليه كل الدور لإنجاح أي مخطط أو مشروع... يقول التقرير إن هيكل الرئاسة التنظيمي (الفعلي) الحالي يختلف تماما عن الهيكل التنظيمي (المعتمد) بقرار اللجنة العليا للإصلاح الإداري ما يوجد اختلالا في عمليات التخطيط والتنفيذ والإشراف والمتابعة، كما ذكر التقرير أن عدد العاملين بالرئاسة ومكاتبها بلغ في العام 1424ه (1433) موظفاً، (259) منهم فقط من يحمل درجات علمية جامعية، أي أن 80% منهم لا يحملون شهادات جامعية!! كما ذكر التقرير أن الرئاسة أجرت (7) بحوث فقط على مدى السنوات من تاريخ 1398-1418ه !! عندما نتأمل في المعطيات التي ذكرت أعلاه نجد أن جهاز الرئاسة بحاجة لفكر إداري جديد ومحترف وأشخاص مؤهلين ينقلون العمل الرياضي في المملكة إلى آفاق جديدة تليق بمكانتها إقليمياً وعالمياً، فقد استبشرنا خيراً بتعيين الأمير نواف بن فيصل رئيساً عاماً لرعاية الشباب بالرغم من وجوده في الأصل على رأس الهرم لقطاع الرياضة والشباب، فهو ليس بجديد على هذه الرئاسة ولكن أصبح بعد هذا التعيين في واجهة الرياضة السعودية ومسؤولها الأول والأخير. من هنا أقول للأمير نواف : نريد أن تبدأ في إصلاح الداخل وتبحث عن دماء جديدة حتى تستطيع أن تنطلق نحو الأفضل وتحقق الهدف، فما نراه اليوم - وبصراحة - أن الرياضة السعودية تتراجع لتحقق نتائج مخيبة للآمال، فعلى سبيل المثال بعدما كنا نطمح للوصول إلى أدوار متقدمة في كأس العالم أصبحنا نصارع في الأدوار التمهيدية الأولى ونقدم مستويات مخجلة في كرة القدم، ناهيك عن التراجع الملحوظ في الألعاب الأخرى أو في الأنشطة المختلفة التي تدخل ضمن اختصاصات الرئاسة! الجانب الآخر، أن القيادات الإدارية في جهاز الرئاسة خالية من الشباب ولم يعط الأمير الشاب الفرصة لأبناء جيله للمساهمة في بناء هذا القطاع الحيوي والمهم، لم تتغير الوجوه كثيراً من أيام والده المغفور له الأمير فيصل بن فهد رحمة الله عليه، فمعظمهم موجود منذ أكثر من 25 سنة! مع احترامي لكل الأسماء الموجودة حالياً ولكن لماذا كل هذا الإصرار على إبقاء أسماء قدمت مالديها وانتهت صلاحيتها وليس لديها أي جديد؟ جهاز الرئاسة بحاجة لدماء جديدة تغير من واقع الرياضة لدينا، نريد أن نعطي الفرصة لمن استثمرت الدوله حفظها الله فيهم المليارات حتى يساهموا في نهضة هذا البلد وتطوره لاسيما قطاع الرياضة والشباب. لماذا لا نبدأ في الجهة المسؤولة عن الشباب في المملكة لتدعم الشباب ونجعلها مثالا يحتذى به أمام الجهات الأخرى؟ وكما وثق وليّ الأمر بالأمير الشاب نريد أن يثق هو أيضاً بأبناء جيله ويمنحهم الفرصة كذلك...