أوضح وزيرُ العدل الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى أن إبداءَ الرأي في أي قضية من القضايا يجب أن يكون وفق المنهج الشرعي، بعيداً عن أساليب الإثارة والانجرار وراء الأطروحات التي تخرج عن وجدان الجماعة المتآلف، مؤكداً ألا مكان لها بيننا. وبين الدكتور محمد العيسى خلال حديثه ل(الرياض): لا شك أن القدر المشترك في هذا يمثل سواد الرأي العام المنعقد على قناعته، المتكدر لكل ما يسيء إلى ضميره المتجانس، ولم تكن الأساليب الخاطئة في تقديم الرأي، سواء في سياق قناعتها الخاصة الفردية أو فئويتها في نطاقها الضيق، أو تصورها المحدود البتة بأهدى سبيلاً في إيصال فكرتها ممن سلك جادة العقل والمنطق المعبر عن حسن النوايا حيث التجرد من الأوصاف السلبية المصاحبة، وحيث التوافق مع المنهج السوي، والسمت المطرد. على المُسلم الوَعي بتبعات إساءته لضمير جماعته المنعقد على الألفة والوحدة وأضاف د.العيسى: الواجب على المسلم أن يتحرى الرشد في قوله وفعله، وأن يتبين في كل ما يأتي ويذر، وأن يكون على وعي تام بتبعات إساءته لضمير جماعته المنعقد على الألفة والوحدة، حيث نعت الشريعة المطهرة على كل ما يفسد هذه اللحمة أو يؤثر عليها سلباً بأي ريح وافدة على مفاهيمها الشرعية والوطنية، ويغيب عن ذهن البعض أن الشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء وأنها لا تهتز ما بقيت تجاهد عوادي الشر وتقطع الطريق على كل مغرض متربص، رافعة بعزة الإيمان راية الدين وتحكيم شرعه وخدمة مقدساته وقاصديها، القوي عندها ضعيف حتى يؤخذ الحق منه، والضعيف قوي حتى يؤخذ الحق له. وأضاف: لن نطرق السمع بجديد عندما نستعرض نصوص الشريعة في هذا الشأن إلا أن نذكر بها؛ حيث سمت الإسلام وأدب أهله في التعامل، والأسلوب الأمثل في الإيصال والتواصل مع الجميع، وما هو قدر إبراء الذمة ثم الاكتفاء به في مثل هذه الأمور، وما هو المرتقى الصعب ومسلك العَنَت، فالمُنْبَتُّ لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى. وقال وزير العدل: المتأمل يجد أن هذه الأمور يحكمها دين وعقل وحسن نية وبراءة طوية، ويستولي على ضدها الضد كل بحسبه في داخله وما يوحي به لَحْنُ أقواله وأفعاله. باستقراء التاريخ نجد الاستعجال والخروج عن المألوف شرعاً ونظاماً ومنطقاً وحكمة ما كان جالباً للخير ودافعاً للشر وباستقراء التاريخ نجد أن إرادة الخير هي الغالبة والصولة والجولة لها، وما كان الاستعجال والخروج عن المألوف شرعاً ونظاماً ومنطقاً وحكمة جالباً للخير ودافعاً للشر، ويجب علينا جميعاً أن نكون على حذر من مثل قول الحق سبحانه:" ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام"، ومَحَكُّ الصدق والطهر والنقاء: "سمت الإسلام" و"أدبه الرفيع" في التعامل بأدوات التعبير وأساليبه المرضية بحسب توجه وقناعة كل مجتمع على ضوء مرتكزاته وأسسه، وما يصلح لقوم قد لا يصلح لآخرين، وللثقافات والقناعات أياً كانت مشاربها تأثير بالغ في القبول والرفض والصحة والبطلان، والبعض مع الأسف لا يستصحب هذه المعاني التي يفترض أن تستدعى ولا تغيب ولا تنسى. في عدالتنا القوي ضعيف حتى نأخذ الحق منه والضعيف قوي حتى نأخذ الحق له ومتى لم يكن من المألوف في المنهج المستقر قبول تصرف معين عاد بالارتداد السلبي ولم يراوح مكانه، ولنا وغيرنا تجارب في هذا لا يوفق للاتعاظ بها إلا من هُدي وسُدِّد، وما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه. وبين د.العيسى ان من صور التسرع: تلقف الأفكار والتوجهات وتبني التصرفات المعزولة ومحاولة تعضيدها بأساليب النسج والارتجال والإثارة، وفي مشمولها الكتابات في سياق ما تحمله من إيرادات وما يتلوها من جلب الإمضاءات وإشهارها، وعندما نقول إشهارها فإننا ندرك أبعاد ذلك بعد خروج الفكرة عن نطاق المقصود منها من إيصال مضمونها مع الحرص على التحفظ عليها من أن تتجاوز دائرة مرادها وهدفها إلى نطاق أوسع يناقض ما تفصح عنه من مغزىً ومقصد، والحمد لله الذي اختص بالكمال المطلق، وهدى من شاء من عباده ووفق.