لا زال المجتمع الكندي يعاني وبشدة من كثرة قضايا التحرش والاعتداء الجنسي على الفتيات وهن في حالة فقدان الوعي بسبب المسكرات، وتكثر حالات الاغتصاب والاعتداء في خلال الأعياد وعطلات نهاية الأسبوع، وذلك بسبب خروج المراهقات والفتيات من النوادي الليلية في وقت متأخر من الليل، او خروج الفتاة لوحدها أثناء الليل المظلم، حينها تتعرض الفتاة الى صدمة نفسية او ينتهي مشوار حياتها بعد ذلك من قبل المغتصب. في دورات المياه المتواجدة في الأماكن العامة تنتشر يافطات بعنوان « لاتكن من هؤلاء الرجال» وابتدأت الشرطة الكندية في مدينة فانكوفر الواقعة بمحافظة برتش كولمبيا بإطلاق هذه الحملة التي تحذر وتتوعد كل الرجال والشباب الذين يعتدون على الفتيات جنسيا، وتستهدف هذه الحملة الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و 25 عاما. وكشف القائمون على هذه الحملة ان هذا النوع من التحذير سيساعد في تقليص الاعتداءات الجنسية التي يتعرض لها الفتيات في المدينة، وذكرت الشرطة في مدينة فانكوفر أن سبب القيام بهذه الحملات هو ارتفاع عدد الاعتداءات الجنسية للسيدات بنسبة 10 في المائة، ففي عام 2010 تلقت الشرطة في مدينة فانكوفر أكثر من 617 بلاغا عن حالة اعتداء جنسي. وبعد أن أطلقت الشرطة هذه الحملة التوعوية أعلنت وبكل وضوح أن العلاقة مع اي فتاة في حالة سكر هو اعتداء جنسي يعاقب عليه القانون، مؤكدين ان الفتاة في حالة فقدان الوعي بسبب المسكرات لا تعني موافقتها على ما يجري . وأشار القائمون ان هذا النوع من الحملات قام على وضع أربع ملصقات توعوية وتحذيرية في دورات المياه الخاصة بالرجال في جميع المقاهي والنوادي الليلية بأرجاء المدينة. وقالت المتحدثة باسم هذه الحلمة «ويندي بوتر» أن حوالي نصف ضحايا الاعتداء الجنسي عولجوا في مستشفى النساء، موضحة ان أغلبهم كان تحت تأثير المخدرات أو الكحول في وقت ارتكاب الجريمة. وتلفت ويندي الانتباه إلى أن هذه الحملة سوف تجعل الرجال الذين يرتكبون مثل هذه الجرائم يفكرون في الجريمة بجدية أكثر قبل ارتكابها. وتضيف أن أغلب الرجال الذين يرتكبون هذه الأنواع من الاعتداءات يصابون بتأنيب الضمير بعد انتهائهم من ارتكاب الجريمة، مشيرة إلى أن هذه الحملة سوف تجعل الرجل يدرك خطورة هذا الأمر وعواقبه. يجدر الذكر بأن مدينة فانكوفر تعتبر ثالث مدينة كندية تطلق مثل هذا النوع من الحملات التوعوية والتحذيرية، حيث قامت كل من مدينة ادمونتون والعاصمة أوتاوا بإطلاق مثل هذه الحملات العام الماضي، لكن مدينة فانكوفر تود تطبيق هذه الحملة بشكل موسع للقضاء على هذه المشكلة التي قد تشوه سمعة المدينة التي طالما حصلت على تصنيفات عالية ضمن خلال المدن الأكثر جمالا والأرقى للمعيشة.