كثيراً مايتساءل الطلاب وأولياء أمورهم عن الإرشاد الجامعي من حيث أهميته ومجالاته ومراحله ومن يقوم بمسؤولياته . والحقيقة أن الإرشاد الجامعي مهم جداً لأنه يهدف في الدرجة الأولى إلى مساعدة الطالب أو الطالبة على فهم الحياة الجامعية ، وكيفية ممارستها بشكل ناجح ، مما يتيح له مردوداً معرفيا ومهارياً جيداً في التعليم الجامعي .كما يكسبه ذلك الكثير من المهارات التي تفيده في حياته الوظيفية والعملية في المستقبل.ولا ننسى دور الإرشاد الجامعي في حل المشكلات الأكاديمية والنفسية خلال مدة الدراسة بالسنة التحضيرية . وتقع مسؤولية الإرشاد الجامعي على عضو هيئة التدريس الذي ينبغي أن يكون ملماً بشكل جيد بالنظام الجامعي وكيفية تطبيقه . ويقوم عضو هيئة التدريس بتقديم المساعدة والنصح والتوجيه للطالب بما يحقق أهداف هذا الإرشاد مع تزويد الطالب بما يحتاجه من معرفة باللوائح والنظام الجامعي ، مما يمكنه من تجاوز أي مشكلات دراسية أو نفسية أو اجتماعية. أما مجالات الإرشاد الجامعي فهي متعددة وتشمل شرح النظام الدراسي المطبق في الجامعة والكلية والقسم ، نظام الاختبارات ، وكيفية تلافي الإنذارات أو المشكلات الدراسية . كما يقوم المرشد بشرح الأسلوب الجامعي في الدراسة والفروق بين هذا التعليم والتعليم ماقبل الجامعي , وخاصة فيما يتعلق بأسلوب الشرح من خلال المحاضرة , وكيفية إعداد الواجبات والبحوث , وحضور الدروس العملية , وطرق المذاكرة , وكيفية الاستفادة من أوقات الساعات المكتبية لأعضاء هيئة التدريس . ومن الضروري أن تقدم للطلاب المعلومات المهمة التي تيسر لهم الدراسة الجامعية , ويمكن أن يقوم المرشد الجامعي وبالتعاون مع إدارة القسم والكلية والجامعة بتشجيع المتفوقين والموهوبين وترشيحهم واقتراح الطرق المختلفة لتنمية مواهبهم , وهذا يقودنا إلى أن يكون عضو التدريس على وعي كبير بأهمية النشاط اللاصفي في صقل شخصية الطالب الجامعي . وتبدأ أولى مراحل الإرشاد الجامعي من خلال السنة التحضيرية , وهي مرحلة مهمة تنقل الطالب إلى آفاق جديدة في التعامل مع الحياة الجامعية . أما المرحلة الثانية فتبدأ من بداية دخول الطالب أو الطالبة إلى كليات الجامعة المتخصصة , وهي مرحلة مفصلية في اندماج الطالب بالأقسام الأكاديمية , وقدرته على الاستفادة من دراسته الجامعية وتخصصه في المجال الذي يرغبه أو الذي يعتقد أنه التخصص المناسب له. ومن هنا فإن دور المرشد الأكاديمي وبالتعاون مع الكلية والأقسام دور مهم , وربما يكون له تأثير كبير على حياة كثير من الطلاب والطالبات , وخاصة ممن لا يعرفون كثيراً طبيعة التخصصات المختلفة , وسوق العمل المحتملة لكل تخصص , وما هي المتطلبات الأساسية لكل قسم أو تخصص ... والأمل أن يُفعَّل نظام الإرشاد الجامعي وخاصة الإرشاد الأكاديمي من حيث توعية الطلاب بحقوقهم وواجباتهم الأكاديمية .وأن يكون دور أعضاء هيئة التدريس متميزاً بعطائهم الإيجابي لتعليم جامعي متميز ، يرقى إلى أعلى المستويات ويستحق الاعتماد الأكاديمي على مستوى العالم ... والله ولي التوفيق .