سيجد النصر صعوبة بالغة في تعاقداته الأجنبية المقبلة التي خلقها بذاته بعد تاريخ فاشل مع العناصر الأجنبية سواء كانوا لاعبين أو مدربين، ولعلّ آخر من تحدث في ذلك الجانب هو المدرب الأرجنتيني جوستافو كوستاس الذي ادعت الإدارة النصراوية إقالته فيما ظهر كوستاس مؤكداً أنه طلب الاستقالة وأنه لم يستلم مرتبه منذ خمسة أشهر، وهي المدة الكاملة التي قضاها في السعودية، ولعل حديث كوستاس لوسائل إعلام أوروبية هو خيرُ دليل على أن النصر سيعاني كثيراً في هذا الجانب، ولعلّنا نتذكر حينما بدأ النصر مفاوضاته مع المدربين الأجانب قُبيل انطلاقة الموسم الحالي وكان غالبيتهم يبدون الموافقة نظير العقد الضخم ورغبة بخوض تجربة لكن سرعان ما يتغير الرأي ويبدأ الرفض حينما يستشير أصدقاءه ويراجع السيرة الذاتية الفاضحة للنادي الأصفر مع العناصر الأجنبية. كما يضع النصراويون أيديهم على قلوبهم خوفاً من أن تنتقل العدوى إلى العناصر المحلية وهو ما بدا واضحاً حينما فضّل الشهراني الهلال وحينما اتجه الحارثي سريعا لذات النادي. لا اللاعبون الأجانب ولا المحليون ولا الأجهزة الفنية قادرة على العمل بدون مُقابل ما يعني بأن النصر يغوص في دوامة ديون مُتراكمة ستحرمه من الاستعانة بمحترف رابع كما ينتظر محبوه؛ وأكاد أجزم بأن النادي الأصفر في حال لم يراجع أوراقه فإنه لن يتمكن من تسجيل أي لاعب محترف في الفترة المقبلة. كان من الأفضل للنصراويين أن يبقوا على كميخ مدرباً لهم لعدة أسباب أهمها أن لا يتم إثقال كاهل النادي العاجز مالياً بالديون إضافة إلى أن كميخ مُنسجم مع الفريق ويُجيد التعامل مع نفسيات اللاعبين ومطلع إطلاعاً كاملاً على مستوياتهم الفنية في الفترة الماضية بإعتبار منصبه السابق «منسق فني» كما أن النصر لن يُشارك خارجياً وهذا ما يرجح كفة كميخ لكونه أعلم بمستويات الفرق الأخرى وأكثر انسجاما في الدوري من أي مدرب جديد كما أن التعاقد مع مدرب لمدة ستة أشهر كما فعل النصراويون سيرهق النادي مالياً إضافة إلى كونه دليلا على أن النادي لا يعول على المدرب بناء فريق إذ يعتبر فقط «مدرب طوارئ». على النصر أن يتدارك ذاته مالياً بعد أن أفلس فنياً وإدارياً فالأخيرتين لن يحاسبك عليهما غير جمهورك الذي أجدت تسكينه في حين أن فشلك في الأولى يعني اتجاه خصومك للمحاكم الدولية لأخذ حقوقهم رسمياً كما أن الأخيرتين نتاج للأولى فمتى ما وفرت البيئة المناسبة التي يأتي في مقدمتها الرواتب في وقتها ستجد ذاتك تجاوزت الأخيرتين تلقائياً.