تنطلق قريبا حملة كبيرة بالمدارس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، لإحداث نقلة نوعية فيما يتعلق بإبراز البعد الحضاري السعودي ، حيث تقوم " هيئة السياحة" حاليا على برنامج وطني كبير يرعاه رجل التاريخ والحضارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمساندة سمو ولي عهده الأمين ، ويتمثل في إبراز الحضارة الكبيرة التي تعيشها بلادنا وربطها بالتراث الوطني الأصيل . جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أمس ،أعلن فيه إطلاق الحملة الوطنية لتعزيز البعد الحضاري من متحف المصمك التاريخي بالرياض ، وستركز الحملة على ما توليه المملكة من عناية خاصة بالتراث وتنميته ليبقى مصدرا للاعتزاز وموردا ثقافيا واقتصاديا, وليشكل بعدا جديدا يضاف إلى ما يعرفه العالم عن المملكة من أبعاد دينية وسياسية واقتصادية بقيمنا وعقيدتنا. وقال سموه " إن المملكة اليوم دولة ذات مكانة كبيرة أولا بما أكرمها الله بأنها مهد الرسالة الإسلامية ومنطلقها التي عمت العالم بالخير، والمملكة أيضا ذات مكانة سياسية واقتصادية عالية بين دول العالم بحكمة قيادة هذه الدولة وإدارتها للاقتصاد الوطني, وهذه الدولة ثبتت طوال التاريخ ، ويعتز أهلها بأنها كانت مهد الحضارات والتقاطعات التاريخية والسياسية والاقتصادية ولا زالت إلى اليوم بلادنا هي موقع التقاطع لهذه النشاطات الإنسانية الكبيرة التي يمر بها العالم, والحملة جاءت لتضيف إلى الأبعاد الدينية والسياسية والاقتصادية بعدا جديدا هو البعد الحضاري. سلطان بن سلمان : نعمل على إخراج التراث العمراني من بطون الكتب ليصبح تاريخاً معاشاً وتابع الأمير سلطان: "اليوم بلادنا مقبلة على دور عظيم تلعبه في مستقبل الإنسانية، ونحن نعيش اليوم في حقل البراكين التي تحيط بنا, وعندما ننطلق اليوم في البعد الحضاري فنحن ننطلق من خلفية تاريخية أن هذه الجزيرة العربية وسكانها كان قدرهم دائما أن يكونوا في وسط الحدث". وأكد سموه أن حملة البعد الحضاري هي ليست حملة للعناية بالتراث الوطني أو زيارة المواقع الأثرية والتراثية فقط ، بل نريد أن يكون للمواطن التصاق بآثاره وحضارة بلاده ويعتز بهما, وأضاف: "مجرد التشكيك أو التخويف من فتح المواقع هي نظرة قد عفا عليه الزمن, فثقتنا بالمواطن السعودي اليوم ثقة مطلقة بأن هذه الدولة هي دولة الإسلام وبنيت على الإسلام ، وهي دولة الحضارات ونحن نعتز اليوم برعاية هذه الدولة المباركة للتراث الوطني ، وجاء الوقت لأن يبرز وينطلق عبر منظومة من المشاريع والمبادرات التوعوية والإعلامية والبرامج الموجهة مع وزارة التربية والتعليم والجامعات ومع وزارة الثقافة والإعلام ودارة الملك عبدالعزيز وغيرها من الشركاء. وفي هذا الصدد دشن الأمير سلطان بن سلمان العروض المتحفية التي تم تطويرها مؤخرا في قصر المصمك ؛ حيث أصبح متحف المصمك التاريخي بعد إعادة تطويره أحد المتاحف المتطورة على مستوى المملكة ، وبات نموذجاً راقياً للمتاحف الحديثة من حيث العروض المتحفية، وحاضناً لأهم الذكريات التاريخية المرتبطة بكيان المملكة وانطلاقة توحيدها. ويتميز متحف المصمك التاريخي بخصوصية كبيرة، حيث خصص كامل المتحف لقصة اقتحامه واسترداد الرياض على يد الملك عبدالعزيز آل سعود - يرحمه الله –، ويحتوي على لوحات وخرائط ومجسمات وصور وخزائن وعرض مرئي عن كفاح الملك عبدالعزيز في استرداده للرياض، والانطلاق نحو تأسيس المملكة ، وتوحيد أجزائها.. الأمير سلطان بن سلمان اثناء المؤتمر الصحفي