المستثمرون في كل مكان لا هم لهم إلا البحث عن ملاذ آمن لاستثماراتهم ، ومنذ ذلك الحين إلى اليوم والعالم ينظر إلي المملكة كواحدة من أكثر الاقتصاديات الواعدة في العالم ، فبالرغم من المخاطر التي تحيط بسوق المملكة والتي من أهمها المخاطر الجيو سياسية ، ووقوعها في زاوية الثالوث المقلق إيران وإسرائيل والعراق ، إلا أن المملكة بما حباها الله من ثروات طبيعية وموقع جغرافي رجحت كفة الفرص على المخاطر ، ساهم في ذلك الإنفاق الحكومي الهائل خلال سنوات القحط الأخيرة عالمياً . في دراسة حديثة أعدها منتدى الرياض الاقتصادي لدراسة بيئة الاستثمار شخصت واقع الاستثمار بوجود 8 عومل رئيسية جاذبة للاستثمار وهي الاستقرار السياسي - الحرية الاقتصادية - غياب الضرائب - البنية التحتية - الموقع الجغرافي - الموارد الطبيعية - القدرة الشرائية - الإنفاق الحكومي ، في حين كانت العوامل الطاردة للاستثمار أكثر من الضعف من أهمها عدم وجود استراتيجية للاستثمار - تعدد الجهات المشرفة - بيروقراطية الأجهزة الحكومية ، نظام الإستقدام - ضعف القضاء التجاري - قصور المعلومات - صعوبة التمويل - ضعف الخدمات اللوجستية - تعدد الجهات الحكومية المشرفة على الاستثمار - الفساد في الآجهزة الحكومية . في هذه الدراسة اتضح إن الاستثمار الإجنبي يوظف 8 آلاف مواطن سنوياً ، ويتم توظيف سعودي واحد مقابل كل 2.7 موظف وافد ، هذا الاستثمار الأجنبي يتركز 90٪ منه في المناطق الإدارية الرئيسية ، في حين يقترب من 10٪ لباقي المناطق الإدارية الأقل نمواً. لا يمر أسبوع ولا أراني مبالغاً إلا ويصلني اتصال أو طلب مقابلة لمؤسسات عالمية أو إقليمية تبحث عن فرص للاستثمار في المملكة ، هذا التوجه العالمي لم يأت من فراغ وإنما بناء على تشخيص واقعي ومنصف لاقتصاد المملكة ، لا سيما في ظل الهزات التى زلزلت اقتصاديات أوروبا وأمريكا وتأثرت بها مناطق كثيرة في العالم ، مما جعل المملكة أحد الخيارات المهمة للمستثمرين في كل مكان . هل هذا الإقبال على المملكة “سحابة صيف” ؟ بمعنى أنه أمر عارض ، لا يعول كثيراً على استمراره بنفس الوتيرة ، للإجابة عن هذا السؤال المتشائم يجب أن نستعرض التاريخ ، فهل هناك إقتصاد بقي في القمة للأبد ؟ الأمر المؤكد أن التغيير هو القاعدة ، والسؤال الصحيح الذي يجب أن نطرحه هو : كم من الممكن أن تبقى هذه السحابة الجاذبة للخير ؟ وكيف نجعلها سحابة أكبر ليستظل تحتها عدد أكبر ؟ وتبقى لمدة أطول ، وكيف نعظم الفائدة منها ؟ الأمر الأهم من هذه الدراسة التشخيصية هو زبدتها ، وأعني بها التوصيات التي خرجت بها ، وكم أتمنى مشاركتكم فيها ، ولكن احتراماً للحقوق الفكرية للمنتدى فإنني أدعو المهتمين ومتخذي القرار للمشاركة في المنتدى ، والاستماع الى التوصيات والمناقشة والمشاركة في دراساته المطروحة ، والتي تهدف إلى بناء اقتصاد أكثر نضجاً ، إضافة إلى مساندة القيادة في إتخاذ قرارات صحية بناء على دراسات علمية مهنية مستقلة .