صرح مسئولو انتخابات روس امس بأن الحزب الحاكم في روسيا سيحتفظ بسيطرة قوية على البرلمان على الرغم من الهامش الطفيف الذي يفصله عن نسبة الخمسين في المئة من الأصوات في الانتخابات التي جرت يوم الأحد. وقال فلاديمير تشوروف رئيس اللجنة المركزية للانتخابات إن حزب "روسياالمتحدة" الذي يتزعمه الرئيس دميتري ميدفيديف حصل على نسب 54ر49% من الأصوات ، وهي كافية لحصول الحزب على 238 مقعدا في البرلمان المكون من 450 مقعدا ، بعد احتساب حصته من مقاعد الأحزاب التي لم تنجح في الحصول على نسبة 7% للتمثيل في مجلس النواب ( مجلس الدوما) . وأوضح أن توقعاته تعتمد على نتائج فرز رسمية ل 96% من الأصوات. ويهيمن حزب "روسياالمتحدة" على السياسات الروسية منذ عام 2003 . لكن نتيجة الانتخابات تمثل نكسة للحزب ، بانخفاض عن نسبة 3ر64 % وأغلبية برلمانية بعدد مقاعد بلغ 315 مقعدا في انتخابات عام 2007 . وحصل الشيوعيون في الانتخابات التي أجريت أمس الأحد على 16ر19% ، بينما حصل حزب "روسيا العادلة" المنتمي لتيار الوسط على نسبة 22ر13% ، وحصل والحزب "الديمقراطي الليبرالي" اليميني المتشدد على 66ر11% ، بينما لم تحقق ثلاثة أحزاب صغيرة نسبة 7% اللازمة لدخول البرلمان. وقال قادة "روسياالمتحدة" امس إن شعبية حزبهم المرتفعة نسبيا مقارنة بمنافسيه تمثل نجاحا ، وأن أي حزب حالي يجب أن يتوقع أن يخسر الدعم إذا خاض أزمة اقتصادية.وقال سيرجي نيفيروف ، الأمين العام لرئاسة حزب روسياالمتحدة، إنه " من الممكن القول على وجه اليقين إن حزب روسياالمتحدة تلقى الحق الأخلاقي لمواصلة المسار الذي حدده الرئيس دميتري ميدفيديف ورئيس الوزراء فلادمير بوتين". ونقلت وكالة أنباء "انترفاكس" عنه قوله إن " تم تحديد المسار الذي سنمضي فيه قدما للأمام". وعارضت وسائل الإعلام المعارضة في روسيا الاثنين وجهة نظر "روسيا الموحدة" في الانتخابات ، قائلة إن الحزب الحاكم استغل سيطرته التي تكاد تكون كاملة على وسائل الإعلام من أجل حشد الدعم ، وأنه في بعض الحالات لجأ العاملون في الحزب لتزوير الأصوات من أجل استعادة الحزب السيطرة على البرلمان. وقالت صحيفة "فيديموستي" الاقتصادية في مقالة افتتاحية لها إنه " إذا احتاج المجتمع لدليل آخر أن الانتخابات يمكن أن تكون مزورة ، فإن عملية التصويت هذه تثبت ذلك. وأن رد الفعل العصبي والهستيري للسلطات ضد محاولات قانونية وسلمية لمراقبة التصويت ، كشف الأشخاص الذين أداروا نتيجة التصويت". وأغلق قراصنة إنترنت بصورة فعلية كل المواقع المستقلة لمراقبة الانتخابات في روسيا الأحد ، واعتقلت الشرطة أكثر من مئة شخص احتجوا على تزوير مزعوم للانتخابات. وقال تشوروف امس في تصريحات للتليفزيون الرسمي إن الانتخابات كانت "نظيفة تماما". واعلن مراقبو منظمة الامن والتعاون في بيان نشر الاثنين ان الانتخابات التشريعية الروسية شهدت "انتهاكات كثيرة" خلال فرز الاصوات، وخصوصا "حشو صناديق الاقتراع". وصرح البيان ان "الانتخابات كانت منظمة بشكل جيد الا ان العملية تدهورت بشكل ملحوظ خلال فرز الاصوات الذي شهد انتهاكات كثيرة للعملية خصوصا مع اشارات جدية بحصول حشو لصناديق الاقتراع". واضافت المنظمة ان "المنافسة السياسية (كانت) محدودة وغير منصفة" خلال الحملة الانتخابية واشارت الى "عدم استقلالية" السلطات الانتخابية ووسائل الاعلام. الا ان المنظمة اشارت الى انه و"على الرغم" من هذه الجوانب الناقصة، الا ان "الناخبين مارسوا حقهم في التعبير عن رأيهم". وصرح بتروس افثيميو احد مسؤولي بعثة المراقبة في بيان ان "لا بد من اجراء تغييرات لضمان احترام حرية الشعب".واضاف "لاحظت خصوصا تدخلا من جانب الدولة على كل مستويات الحياة السياسية بالاضافة الى غياب الشروط اللازمة لحصول منافسة عادلة وعدم تمتع وسائل الاعلام بالحرية".