عام 2011 لم يكن عاماً عادياً بأي من المقاييس ، هذا العام بدأ بداية مختلفة ويبشر أيضا بنهاية مختلفة . فما بدأ به العام من أحداث جلها لم يكتمل وإن كان بعضها في طور الاكتمال او الاتجاه نحوه ، هو عام استثنائي كانت أيامه حبلى بالاحداث الجسام، ووضعت احداثا لاتقل جسامة عما حملت به ، وهي مازالت حبلى . فثورات (الربيع العربي) مازالت تناضل من اجل إثبات الذات وتحقيق الاهداف التي قامت من اجلها ، الا وهي التغيير الى الافضل عبر الانقلاب على النظم التي كانت قائمة ، وبعضها لازال وإن كان يترنح في محاولة اخيرة للتشبث بالسلطة حتى لو كان الثمن دماء الشعوب .. وهو مانراه ونتابعه يوميا . ومانجح من الثورات في تونس ومصر وليبيا مازال الاخذ والرد والاتهامات المتبادلة بين الافرقاء هو سيد الموقف .. الاوضاع في تلك الدول لم تستقر الى الحد الذي من الممكن أن نقول إن الاوضاع اصبحت اكثر استقرارا عما بدأت به ، وإن كان الاستقرار يتفاوت من دولة الى اخرى حسب مساحة الاختلاف بين الاتفاق والاختلاف على متطلبات المرحلة المقبلة وآلية تنفيذ تلك المتطلبات وتوازنها بين رغبة الشارع وأهداف القوى السياسية وهو مايشكل في كثير من الاحيان نقاط اختلاف قد لاتصل الى حلول وسط تنعكس سلبا على قيادة اتجاه الامور بما يحقق المصالح التي قامت من اجلها تلك الثورات . في اليمن وسورية لازالت الاوضاع متشابكة ولا أستبعد نشوب حرب اهلية ابداً في هاتين الدولتين كون كل مقومات الاختلاف والتعنت والتشبث موجودة وظاهرة للعيان كما تغليب المصالح الفردية والحزبية الضيقة على المصالح العليا للدولة ومصالح الشعب وتطلعاته الى حياة افضل . 2012 عام آخر لانعرف ماذا يخبئ لنا كأمة عربية .. هل سيكون امتداداً لسابقه .. هل سيكون افضل ام اسوأ .. هل ستتحقق تطلعات الشعوب العربية للنهضة بعد سبات أم تظل الامور على ماهي عليه بالالتفاف على تلك التطلعات وخطفها والمتاجرة بها وطرحها في المزاد ايضا؟! مع كل ذلك يجب أن لايغيب عن فكرنا ان هناك من خارج الوطن العربي من يريد ركوب موجة التغيير .. ويريد ان يصبح مشاركا في الاحداث لامتابعا لها لأنه في نهاية الامر هناك مصالح لايمكن التفريط فيها او حتى التنازل عن جزء منها .. وهذا قد يعيق التطلعات ويحبط الآمال . أتمنى أن يكون 2012 أفضل من 2011 على أمتينا العربية والاسلامية .. كما اتمنى ان لايتم خطف الثورات العربية من اهلها، فهي ثورات قامت من اجل الاصلاح والتغيير الى الافضل ويجب أن لاتضل طريقها..