وأنت تمر عبر طريق الملك فهد بمحافظة الزلفي - الشريان الرئيس بالمحافظة الذي يربط الأحياء ويسلكه آلاف العابرين والمسافرين يومياً - تشاهد مخلفات المباني وأسلاك الكهرباء المكشوفة على جانبه، ويخيل إليك أنه تعرض لكارثة طبيعية - لا قدر الله -، وهذه بقايا أحطمته، ولكن الحقيقة أنه يتعرض لتشويه متعمد من الشركة المنفذة لهدم العقارات الواقعة عليه، ضمن مشروع توسعته وصمت مطبق من بلدية المحافظة. ومنذ باشرت الشركة الموقع قبل ما يقارب العامين وهو على حالة لا تحتمل الرؤية ومنظر يحكي بذاته حجم الإهمال وسيادة العشوائية وضعف المتابعة للمشروع ككل، فما معنى أن يبدأ العمل بمشروع دون تخطيط لنهايته، ودون وضع مدة زمنية لإنجازه، وما معنى أن تبدأ المعدات الثقيلة بإزالة بعض العقارات الواقعة على الطريق ولم يتم بعد نزع ملكية عقارات أخرى تقع ضمن المشروع، بل إن المفارقة العجيبة هدم في بداية الطريق وبناء في آخره، وهذا يطرح عدة تساؤلات أكثرها إلحاحاً: من المسؤول عن الأموال الطائلة التي ستصرف تعويضاً لأصحاب تلك العقارات، والتي كان بالإمكان توفير جزء منها لصالح تنفيذ المشروع؟، ولماذا لم يتم تأخير البدء بالمشروع حتى اكتمال مستحقاته، أو أن تستلم البلدية العقارات الواقعة ضمنه في وقت واحد على حالها الذي هي عليه؟. ومما يدعو للاستغراب ويزيد حجم الأسئلة المتناثرة حول هذا المشروع أن عملية الهدم تأتي حسب الأهواء أو الانتقائية غير المبررة؛ فالمعدات تهدم مبنى وتترك ما يجاوره، ثم تهدم في موقع يليه وتترك ما بجانبه وهكذا، ففي حين أجبر أصحاب أو مستأجري بعض العقارات والمحلات التجارية على إخلاء الموقع ينعم غيرهم بممارسة نشاطه دون إي إزعاج، وهذا يحدث ليس في مبنى دون مبنى فقط، وإنما في المبنى الواحد أيضاً فمحل هدم وآخر لا زال ينتظر المقاول أو من خلفه أن ينتهي من عمله ويعطيهم الإذن بمباشرة عملهم!، بل إن الأمر يتطور إلى أبعد من ذلك فمن المسؤول لو سقط هذا الجزء من المبنى على من فيه -لا قدر الله- وهذا أمر محتمل جداً، خاصة وأن جزءا منه قد أُزيل مما يعني تصدعاً وشيكاً قد يحدث بين لحظة وأخرى. يذكر أن المجلس المحلي والمجلس البلدي بالمحافظة طالبا ومنذ مدة ولأكثر من مرة المقاول بإزالة الأنقاض وتهذيب ما تم هدمه، ولكن هذا لم يتم حتى اللحظة، وتركزت أعمال الإزالة على أطنان من الحديد فقط ربما تكون هي الهدف بذاته تبعاً لقيمتها المادية، أما بقية المخلفات فقد بقي منها أكثر مما رفع، وبالتالي يحق لنا أن نعيد طرح التساؤل: ألا يعني هذا حجم الإهمال وسيادة العشوائية وضعف المتابعة؟. مخلّفات الهدم على الطريق شوهت الطريق الرئيس للمحافظة (عدسة - مرزوق الفيفي)