وصل الدبلوماسيون الإيرانيون امس إلى بلادهم بعد أن طردتهم الحكومة البريطانية إثر تعرض سفارتها في طهران لهجوم، في الوقت الذي يبحث نائب الرئيس الاميركي جو بايدن في تركيا مخاوف الغرب المتزايدة تجاه إيران. فرنسا تقلص موظفي سفارتها بطهران لأسباب أمنية ولم يسمح للصحافة بمتابعة وصول الدبلوماسيين الايرانيين الى مطار مهراباد بالعاصمة الايرانية بعد وصولهم كما افادت وسائل الاعلام. وقال مصور لفرانس برس إن نحو 150 من الطلاب المتشددين هتفوا "الموت لبريطانيا" وهم يحملون اكاليل الزهور لاستقبال الدبلوماسيين العائدين، غير انه لم يسمح حتى لهؤلاء برؤية الدبلوماسيين. وكانت الحكومة البريطانية قد طردت الدبلوماسيين من لندن الجمعة رداً على اقتحام السفارة البريطانية ومجمع دبلوماسي بريطاني آخر في طهران الثلاثاء من جانب المئات من المتظاهرين الإيرانيين المؤيدين للنظام. وأجلت بريطانيا كافة دبلوماسييها من طهران حرصاً على سلامتهم عقب الهجمات، وأغلقت سفارتها وأمرت إيران بإغلاق سفارتها في لندن. وقالت بريطانيا ان اقتحام وتخريب السفارة ما كان ليحدث لولا الموافقة الضمنية من جانب قادة الجمهورية الاسلامية. وفي مطار مهراباد تواجد المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمانبارست لاستقبال الدبلوماسيين. ونقلت وكالة فارس الايرانية للانباء عن مهمانبارست قوله "الان تحاول الحكومة البريطانية توريط بلدان اوروبية اخرى في المسألة الثنائية بيننا. غير اننا ابلغنا الاوروبيين بضرورة عدم تعكير العلاقات مع ايران بسبب بريطانيا". من جهتها قررت فرنسا خفض عدد موظفي سفارتها في طهران "مؤقتا كإجراء احتياطي" بعد مهاجمة وإغلاق السفارة البريطانية، كما افاد مصدر دبلوماسي فرنسي امس. وقال المصدر إن هذا الاجراء يشمل قسما من الموظفين الدبلوماسيين وكذلك عائلات كل الموظفين الرسميين الفرنسيين العاملين في طهران الذين سيطلب منهم مغادرة ايران في الايام المقبلة مؤكدا انه لا يشمل في المقابل افراد الجالية الفرنسية. ولم يشأ المصدر ان يحدد العدد الدقيق للاشخاص ولا للاجهزة المعنية بهذا الخفض للموظفين الذي يمكن ان يشمل اكثر من حوالى ثلاثين شخصا يحملون جوازات سفر دبلوماسية في طهران، كما تفيد المعلومات التي حصلت عليها وكالة فرانس برس. واوضحت هذه المعلومات ان التدبير سيشمل في الاساس الموظفين الاداريين وموظفي المركز الثقافي والمكتب الاقتصادي والمدرسة الفرنسية في طهران. ولم تصدر اي تعليمات خاصة بمغادرة طهران لحوالى 700 فرنسي يقيمون في إيران. واشار المصدر الدبلوماسي الفرنسي نفسه الى ان "السفارة لا تقلص مراكزها لكنها تخفض فقط بصورة مؤقتة قسماً من موظفيها لاسباب امنية واضحة". وفي هذه الاثناء انتقد أحد ابرز المراجع الدينية الايرانية الهجوم على السفارة البريطانية من قبل عناصر ميليشيا إسلامية معتبرا ان الهجوم لم يتم بموافقة المرشد الاعلى للجمهورية وقد يكلف البلاد "ثمنا غاليا". وجاء في بيان لآية الله العظمى ناصر مكارم شيرازي نقلته وكالة الانباء الايرانية الرسمية "ما من شك في ان بريطانيا هي أحد أقدم اعداء ايران، لكن لا ينبغي للثوار الشباب ان يتجاوزوا القانون". واضاف شيرازي المقرب من التيار المحافظ المتشدد المهيمن على النظام "احيانا يمكن ان تؤدي أفعال غير قانونية يقوم بها شبان تحت تأثير العاطفة، الى توفير ذريعة للعدو (لرد الفعل) الذي يجعلنا لاحقا ندفع ثمنا غاليا". وتابع "اطلب منهم عدم انتهاك القانون وعدم التحرك بدون إذن المرشد الاعلى" آية الله علي خامنئي. وفي حديث لوسائل الاعلام البريطانية الجمعة قال دومينيك تشيلكوت سفير بريطانيا الذي غادر طهران ان "إيران ليست البلد الذي تطرأ فيه تظاهرة بشكل عفوي ليتجمع المحتجون ثم يهاجمون سفارة اجنبية. ان هذا النوع من الانشطة لا يجري الا بموافقة الدولة وبدعم منها".