انتقد أحد ابرز المراجع الدينية الإيرانية أمس السبت الهجوم على السفارة البريطانية في طهران من قبل عناصر متطرفة، معتبرا ان الهجوم لم يتم بموافقة المرشد الاعلى للجمهورية وقد يكلف البلاد «ثمنًا غاليًا». يأتي ذلك، فيما قررت فرنسا خفض عدد موظفي سفارتها في طهران موقتا كإجراء احتياطي بعد مهاجمة واغلاق السفارة البريطانية هذا الاسبوع، كما افاد مصدر دبلوماسي فرنسي. وقال المصدر إن هذا الاجراء يشمل قسما من الموظفين الدبلوماسيين وكذلك عائلات كل الموظفين الرسميين الفرنسيين العاملين في طهران الذين سيطلب منهم مغادرة ايران في الايام المقبلة مؤكدا انه لا يشمل في المقابل افراد الجالية الفرنسية. وقال رجل الدين الإيراني ناصر مكارم شيرازي في بيان نقلته وكالة الانباء الايرانية الرسمية «ما من شك في ان بريطانيا هي احد اقدم اعداء ايران (..) لكن لا ينبغي للثوار الشباب ان يتجاوزوا القانون». واضاف شيرازي المقرب من التيار المحافظ المتشدد المهيمن على النظام «أحيانا يمكن ان تؤدي افعالا غير قانونية يقوم بها شبان تحت تأثير العاطفة، الى توفير ذريعة للعدو «لرد الفعل» الذي يجعلنا لاحقا ندفع ثمنا غاليا». وتابع «اطلب منهم عدم انتهاك القانون وعدم التحرك بدون اذن المرشد الاعلى». إلى ذلك، عاد الدبلوماسيون الايرانيون الذين طردوا من بريطانيا إلى بلادهم أمس السبت واستقبلهم انصارهم بالورود بهتافات «تسقط بريطانيا». وفي مطار الخميني تجمع حشد من نحو مئة رجل وامرأة بدا أن معظمهم من ميليشيا الباسيج لاستقبال الدبلوماسيين العائدين حاملين عددًا كبيرًا من اللافتات كتب على احداها «اغلقت سفارة الجواسيس إلى الأبد». وأجلت بريطانيا دبلوماسييها من طهران واغلقت السفارة بعدما اقتحمت ونهبت يوم الثلاثاء الماضي. وسحبت فرنسا والمانيا وايطاليا وهولندا سفراءها من طهران احتجاجا على اقتحام السفارة البريطانية. وفي ظل ادانة سريعة من انحاء العالم يهدد اقتحام السفارة بفرض مزيد من العزلة على إيران التي تخضع بالفعل لعدة جولات من العقوبات بشأن برنامجها النووي الذي تخشى العديد من الدول ان يكون يهدف إلى تطوير قنابل نووية وتنفي طهران هذا الاتهام. ولم يعلق الرئيس محمود احمدي نجاد على اقتحام السفارة بعد ويقول بعض المحللين إنه مؤشر على ان العملية من تدبير متشددين منافسين من داخل المؤسسة التي تسودها انقسامات. وأبدت وزارة الخارجية الإيرانية اسفها بشأن اقتحام السفارة الذي وصفته بأنه ناجم عن تنامي تلقائي لمشاعر الغضب خلال احتجاج للطلبة. وقالت بريطانيا انه لابد ان يلقى على الاقل موافقة ضمنية من المؤسسة الحاكمة. وفي حديثه للصحفيين في المطار حذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمان باراست شركاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي من ان يدعوا الخلاف الدبلوماسي مع بريطانيا يضر بالعلاقات مع الجمهورية الإسلامية. ونقلت وكالة فارس للأنباء عنه قوله «تحاول الحكومة البريطانية توسيع نطاق المشكلة بين بلدينا لتشمل دولا أوروبية اخرى ولكن بالطبع طالبنا الدول الاوروبية ألا تعرض العلاقات معنا لنوعية المشاكل القائمة بين إيران وبريطانيا.»