المغرب ، سبقتها تونس ، ومصر على الأبواب ، ولا ننسى ليبيا ، ولكن ليس كما في المغرب وتونس ، وليبيا بين الخوف من النيتو الذي ساعدها وسيفرض أجندته الخاصة، والرغبة الشعبية في العودة للدين الحق .. وسورية الإخوان يشكلون الثقل الأكبر.. لو أجريت انتخابات في الدول العربية المشرقية ..؟ سؤال لابد من طرحه ، لكن قبل الإجابة نقف قليلا مع صوت الإسلام الحقيقي ، هو أقرب لصوت الشعب الطبيعي المؤمن والذي الإسلام ليس مسوحاً ، لكنه يقين ، ليس انفلاتاً وليس تشدداً ، وهو مرعاة فرعين أساسيين للحياة الحرة الكريمة . اسم الحزب لم يحو كلمة عن الإسلام ولكنه وضع (( العدالة والتنمية ))حيناً ، أو (الحرية والعدالة) حيناً آخر. العدالة والتنمية ، ولو فكرنا في مضمون الكلمتين الذي نرجو أن تسير عليه الأحزاب التي فازت كما يتناسب مع تفكيرنا فيه فهما متعانقتان .. لا تتحقق العدالة إلا بالتنمية ، ولا تكون التنمية إلا نتاجاً للعدالة .. أكثر وضوحاً . العدالة : هي القيمة العليا للإسلام ، وهي العلاقة السليمة التي تربط الحاكم بالشعب ،إذا كان الله عز وجل فرض فروضاً على العبد وجعلها مقسمة لفرض كفاية وفرض واجب . فالعدالة فرض واجب وأساسي للدولة ..عدل الحاكم مع المحكوم وعدل القضاة مع المتحاكمين ، وعدل المرء مع نفسه وأهل بيته وحتى مع أعدائه .. العدالة هي أن يكون هناك قانون ثابت يتعامل به الجميع .. يعامل الجميع بالعدل والقسطاس ، العدالة أن يكون الناس سواسية أمام القانون ، كل القوانين المعمول بها.. ولكي يكون هناك عدل فيجب ان تكون هناك تنمية حقيقية للفرد والمجتمع ، وأول أهدافها مكافحة العجز والفقر ، وإيجاد عمل لكل مستطيع . فهي تعني إعداد الفرد ليكن لبنة جيدة للبناء ، فالفرد للعائلة والعائلة للمجتمع والمجتمع للوطن .. وهذه التنمية الجماعية للفرد والمؤسسات ككل تحميها العدالة .. فالتنمية معنية بالكرامة البشرية وآدمية الإنسان ، وتحقيق حياة كريمة ومصدر رزق غير مصادَر ولا مختطف .. والتنمية القومية هي تنمية مستدامة وهي عملية تطوير الوطن ومصادر الحياة الكريمة وتطويعها لخدمة الوطن وتعزيز رقي الشعب عبر مصادر الثروة الوطنية وتنميتها دون المساس بحقوق الأجيال القادمة . وتعني فيما تعني تطوير التعليم والتنمية البشرية وتطوير قدرات الوطن بحيث لا يبقى طفل بلا مدرسة ولا مواطن بلا عمل، وكل ذلك بحراسة العدالة حيث تتحقق المساواة والعدل الاجتماعي . تتطلب التنمية تحسين ظروف المعيشة لجميع الناس واستخدام الوسائل الكفيلة بذلك ومنها إعداد الخطط الجيدة ، ومتابعة تطبيقها وتقييم ذلك في فترات منظمة ، مع وجود رقابة حقيقية تمنع الفساد . الإنسان غايتها والوطن نتائج هذا الإنسان، والعدالة هي الحامية الفعلية للحق العام والخاص .. أحمد شوقي اختصرها في البيت التالي : الدين يسرٌ والخلافة بيعةٌ والأمر شورى والحقوق قضاءُ الأحزاب التي تنتهج الإسلام مذهباً في دول المغرب العربي ، أكدت أن المواطن مؤمن بالدين وبعطاء الدين ، وبعدالته وكان لهم في قدرة حزب العدالة والتنمية التركية نبراساً ، حيث حقق نموا كبيرا للوطن، ونقل الوطن التركي من العجر إلى اقتصاد قوي مبني على سواعد أبنائه .. وربما هذا الذي سيضع الأحزاب الإسلامية في مواجهة مع التحدي بالمقارنة .. هذا لا شك سيصب في مصلحة الشعب المغاربي .. حيث ستتوخى هذه الأحزاب طريق العدل والتنمية قدر استطاعتها لتحتفظ بالمواطن مسانداً. لو جرت انتخابات في المشرق العربي ، ستكتسح الساحة بكل تأكيد الأحزاب الدينية ، وهي أحزاب دينية أو تحزبات أو لنسمها تجمعات دينية ، وهي منظمة جداً لها تاريخ طويل ،(رأيناها في العراق ، حيث الطائفية طغت على الدين ) .. في الخليج العربي مع قدوم الإخوان المسلمين من مصر وسورية واتخاذهم دول الخليج ملجأ ، كما نتاج عشرات السنين من الضخ المبرمج . حتماً هي ليست كالأحزاب المغربية ، ولا هي قريبة لحزب العدالة والتنمية التركي .. هي شكل آخر .. نحن نعرفها جيداً ..