فتح المشاركون في لقاء الخطاب الثقافي الرابع (الاصلاح والتطوير) في المجتمع السعودي ملفات الفساد والبطالة والفقر والسكن خلال مناقشاتهم التي شهدت طروحات خلال أولى جلسات اللقاء الذي نظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوارالوطني امس بفندق الماريوت بالرياض بحضور اكثر من 70 مشاركا ومشاركة من مختلف النخب الثقافية والفكرية والاكاديمية والاعلامية. الإصلاح من صفات الدولة الحديثة وعقلية «الفرد» لدى بعض المسئولين أكبر عوائقه وشدد المشاركون خلال جلسات اليوم الأول للقاء التي افتتحها الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن عبدالرحمن بن معمر أمس على أهمية الإصلاح والتطوير في المجتمع كمطلب ملح للمواطنين، وقال أحد المشاركين إن المواطن أصبح اليوم مشغولاً بمتابعة قضاياه في الدوائر الحكومية في إشارة إلى مايعانيه من صعوبة في الحصول على حقوقه في حين أكد مشارك أن الإصلاح في المجتمع لايزال يسير سير السلحفاة ولايزال المواطن يعاني من الفقر والبطالة في ازدياد والسكن يقل ومعاناة الناس في توفير الخدمات كبيرة. وأردف قائلاً:"أيعقل أننا لم نستطع حتى الآن إيجاد نظام فاعل يحل كل هذه الاشكاليات "مشيرا إلى أن أفضل ماتم في سياق الإصلاح حتى الآن هو فتح باب الحوار بهذه الطريقة بفضل قائد حقيقي راغب فعلًا في الإصلاح، ووافقه مشارك آخر أكد على ان مشاريع خادم الحرمين الاصلاحية اوجدت له شعبية هائلة كدليل على ان الشعب يريدالاصلاح والتطوير. وأجمع المشاركون في جلسات الامس وبينهم أعضاء في مجلس الشورى ورجال اعمال ومشائخ واعلاميون وكتاب ومدراء جامعات وباحثين إضافة إلى عدد من النخب الفكرية النسائية على ضرورة تسريع عجلة الإصلاح في المجتمع في ظل الرغبة الأكيدة من القيادة في ذلك وكذلك في ظل الحاجة الملحة للشعب في الإصلاح والتطوير وقالت إحدى المداخلات ان هدف الإصلاح هو تحسين مستوى المعيشة للشعب بينما وصفته إحدى المشاركات بأنه العيش بحياة كريمة لايعاني منها المواطن آخر الشهر وأن يأمن على مستقبله ومستقبل ابنائه وكذلك المرأة إضافة الى تحقيق العدالة والكرامة والمساواة للجميع. ودعا أحد المشاركين الى استكشاف مكامن الخلل وإصلاحها في المجتمع وقال آخر ان المجتمع يعيش حالة احباط شديدة وان الاصلاح يتشكل بين الدولة والشعب موضحا ان المجتمع تلقى مشاريع وقرارات الملك التي اعلن عنها بإيجابية كبيرة إلا أن بعض السلطات الادارية عرقلت ذلك،كما تحدث بعض المشاركين والمشاركات عن الاصلاح وتطويرالتعليم والقضاء وغيرها . وأكداحدالمشاركين من الشباب ان الشباب اليوم اصبحوا يطالبون بالتغيير ومحاربة الفساد مشيرا الى ان ادوات الاصلاح التي نمارسها حاليا لم تعد مناسبة لهذالعصر، في حين حصر بعض المشاركين مجالات الاصلاح في التخطيط المركزي السليم والاعتراف بالاخطاء وصدق النية، وعاود آخر الحديث عن الشباب مؤكدا ان الشباب والشابات اليوم يسافرون ويقارنون بين مايجدونه من خدمات في تلك الدول ومالدينا وطالب هنا بالرقابة والشفافية وتفعيل القرارات الملكية وعدم تكرار اخطاء الماضي. وجاءت جميع الطروحات مؤيدة لموضوع الاصلاح ومؤكدة في مجملها على ان الاصلاح صفة من صفات الدولة الحديثة إلا أن احد المشاركين ركز على ان من اكبر عوائق ذلك هو العمل بعقلية الفرد في مؤسسات الدولة من قبل بعض الوزراء والمسئولين . من جهته أكد الأمين العام لمركز الحوار الوطني أن المشاركين في اللقاء يتطلعون إلى أن يساهم اللقاء في تحقيق رؤية شاملة لموضوع الإصلاح والتطوير. وعبّر عن أمله في أن يساهم اللقاء في تحقيق الإصلاح والتطوير الذي ينشده أبناء هذا المجتمع المبارك، مؤكداً على أن الإصلاح والتطوير من الأمور التي انتهجتها قيادة المملكة منذ عهد المؤسس رحمه الله، إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظهما الله. من جهته اكد الدكتور عبدالله بن عمر نصيف نائب رئيس اللجنة الرئاسية، أن موضوع الإصلاح يحتاج إلى الكثير من المثابرة لتكمل مسيرة الإصلاح والتطوير التي يأملها المجتمع. وقال في كلمته التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية إن الإصلاح والتطوير هو نهج المملكة قيادة وشعباً، وهو ما يتفق مع تعاليم ديننا الحنيف الذي جاء الإصلاح البشرية. هذا وترأس الجلسة الأولى للقاء الدكتور راشد الراجع الشريف، نائب رئيس اللجنة الرئاسية للمركز، وقدم الراجح تأصيلاً لمفهوم الإصلاح من الجانب الشرعي، من خلال ماتناوله القرآن الكريم، والسنة النبوية، مشيراً إلى أن الإصلاح بمفهومه العام لا يخرج عن كونه عملا تكامليا لتحقيق التحسين والتطوير، وتناولت الجلسة الثانية التي رأسها الدكتور عبدالله بن صالح العبيد، عضو اللجنة الرئاسية للمركز، محور الدور المجتمعي لتحقيق الإصلاح والتطوير في المجتمع السعودي،كما سيتناول اللقاء صباح اليوم الأربعاء محور التحديات التي تواجه برامج الإصلاح والتطوير في المجتمع السعودي , واستشراف مستقبلي للإصلاح والتطوير.