تطالعنا بعض وسائل الإعلام بأخبار جولات ميدانية لبعض قياداتنا الكبار حفظهم الله وسلمهم ومن ذلك ما يقوم به بعض أصحاب السمو أمراء المناطق من جولات وزيارات ميدانية لبعض المؤسسات والإدارات التابعة لإماراتهم وهي زيارات حقيقة تذكر فتشكر لأنها تحمل معاني عدة ومفاهيم جميلة وعظيمة منها الوقوف على المؤسسة ومتابعة سيرها وأدائها من منطلق المسئولية المناطة بأعناق هؤلاء ووفاء بالقسم الذي أدي بين يدي الله عز وجل ثم بين يدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله تعالى . وهي تذكر فشكر لأنها أيضا تعتبر من أقوى حوافز الموظف الصغير على أداء عمله بتفان وصدق وإخلاص ووفاء لأنه حينما يدخل عليه أمير المنطقة أو وزيره المباشر في مكتبه الصغير المتواضع ويبتسم له ولأدائه ويشد على يده ويسمعه ثلاث كلمات شكر وثناء ودعاء أظن هذا الموظف لن تسعه ثيابه ولا مكتبه الصغير من عظيم السرور والفرحة التي سوف تخالج سريرته وتستقر في نفسه وتحفزه وتشجعه على مزيد من العطاء والأداء والوفاء وسوف يتحدث بذلك لأهله وعشيرته وجلسائه ومحبيه وسوف ينتظر وبشوق وحرارة زيارات أخرى وتشجيع آخر وثناء جديد. جميع وزاراتنا لا تعني وزارة ورقية قرطاسية فقط ومعاملات صادرة ومعاملات واردة وخطابات يمضي عليها معاليه لتعتمد أو لا تعتمد بل وزاراتنا جميعا كل وزارة منها بمثابة دولة بأكملها بميزانيتها ومشاريعها ومؤسساتها وفروعها فنحتاج مع هذا من وزرائنا المحترمين أن يخصصوا 50 % من وقت عملهم اليومي والأسبوعي لجولات وزيارات ميدانية تفقدية وتشجيعية في آن واحد لجميع إداراتهم ومنسوبيهم . نريد من وزرائنا حفظهم الله تعالى أن يضعوا البشوت على الشماعات في مكاتبهم ويخرجوا للجولات الميدانية بملابسهم الشخصية فقط وبدون دعاية إعلامية سابقة أو لاحقة أما التصوير فإن قصد منه التوثيق فقط دون الدعاية والنشر الإعلامي فيمكن ذلك لأن الهدف الأداء والهدف المتابعة والهدف التشجيع لا الهدف مزيدا من الظهور الإعلامي وليس الهدف إبراز العمل للمسئول الأول بعبارة " إنني مخلص "وأستحق التمديد أو خطاب شكر أو نحوه . أؤكد على هذا الإجراء وهو ضرورة تخصيص 50 % من عمل جميع الوزراء وأمراء المناطق وأصحاب المعالي للزيارات والجولات الميدانية لأنه جزء لا يتجزأ من المسئولية المناطة بأي منهم ولأنه من خلال هذا الإجراء يستطيع بنفسه وبدون الاعتماد على أي كان الوقوف على الخلل والأخطاء والفساد إداريا أو ماليا أو فكريا . ولأن هذا الإجراء قد سنه وسبق إليه وعمل به كبار صناع القرار في هذا الوطن العملاق والمتتبع لسير جميع ملوكنا غفر الله لأمواتهم وحفظ وسدد أحياءهم يجد اهتامهم بهذا وبكل روحانية وإخلاص وصدق ووفاء ولا أدل من تجول خادم الحرمين الشريفين بنفسه حفظه الله في منازل بعض الفقراء والمحتاجين في مدينة الرياض والشميسي تحديدا والتحدث معهم ومواساتهم ووعدهم بالاهتمام بشئونهم وقد قال وفعل ووعد ووفا. في تصوري أن مثل هذا الإجراء سوف يقلل كثيرا أو يمنع بتاتا كوارث مستقبلية ربما يذهب ضحيتها الكثير من المواطنين الأبرياء أو يقع فريسة لها بعضا من أصحاب القلوب البيضاء أو تأتي على بعض منشآتنا وبنيتنا التحتية . أتمنى أن تجد هذه الرؤية طريقها للاستجابة والتفعيل كما أتمنى أن يقوم مجلس الوزراء الموقر باعتماد مثل هذا الإجراء والتوجيه الرسمي لجميع أصحاب المعالي بتخصص 50 % من وقت عملهم ليكون ميدانيا وتقديم تقارير مفصلة دائمة للمجلس الموقر تؤكد قيامهم بهذا العمل وتتضمن ملاحظاتهم حيال إداراتهم ومؤسساتهم بل أقترح على مجلس الوزراء الموقر أن يستفتح جلساته بالسؤال والمناقشة أولا عن الجولات الميدانية وتقاريرها ودراستها . كما أقترح تخصيص لجان عالية المستوى في المجلس مهتمها فقط قراءة هذه التقارير ومتابعتها ومتابعة العمل الميداني وأدائه فقط وتقديم الرؤى والمشورة والرؤى المطلوبة بناء على ذلك. والله من وراء القصد ،،،