موجز إخباري صباحي بمشهد كارثي يحكي تفاصيل " تهريب المنكر " بكميات ضخمة.. يرافقه سؤالنا المثير بصوت عال ونبرة حادة هل لازال هناك من يمتهن هذه التجارة الوضيعة وهل لازال هناك من يتعاطى؟ نخرج إلى الجامعة لنرى في طريقنا لوحات إعلانية تشير إلى مقر انعقاد ندوةٍ تتحدث عن "المخدرات حقيقتها وطرق الوقاية منها" فنرتجف من القلق على مستقبل الأجيال القادمة! ونتسائل أكثر لماذا يلجأ الإنسان للإدمان هل هو لإثبات الوجود وأنه تخطى مرحلة عمرية أم بسبب الفقر والبطالة وقلة الوعي أو ربما للإحباطات الاجتماعية والضغوطات النفسية المغلفة حتما بضعف الوازع الديني.. إذا نحن نعرف الأسباب التي تقود الشباب لدرب الإدمان وعلينا أن ندخر جهودنا للتصدي لها. وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي يجب أن يكون لهما القول الحاسم في هذه القضية كونهما البيئة المعنية لاحتضان الأبناء وصياغة عقلياتهم وتوجيههم نحو الدرب الآمن حينما يغرس المعلمون وأساتذة الجامعات في ذواتهم بأنهم كائنات عقلانية وليسوا بالأنفس الزائدة وارواحهم ليست بالرخيصة بل هي أمانة لا نبددها فيما يضرنا عندما يشعرون بأن لوجودهم قيمة ولعملهم فائدة وهم من سيحارب كل الخطرات التي تراودهم ولن يكون لديهم متسع من الوقت للتجربة فضلا عن الإدمان. وزارة الإعلام وكذلك القنوات المعنية بالشباب والرياضة يجب أن يكون لهما الدور الفاعل وأن يكونوا أكبر من إعلان خجول ونادراً ما يظهر .. ف "لا للمخدرات" باتت عبارة مستهلكة لا تفي بالتحذير ولا تمثل حجم التوعية التي نسعى إليها. الأعمال الدرامية المليئة بمشاهد التدخين لا يظهر فيها مشاهد الإيحاء للإدمان والتعاطي فحسب بل يمتد ذلك للأسف إلى تعليم المشاهد فنون واحترافية الترويج والتعاطي من اول حلقة وحتى ما قبل الأخيرة وتقنع المشاهد بأن ظروفه الصعبة هي من اجبرته لذلك وكأنها تقدم لهم المبررات وهذا الخطأ . وهنا يظهر دور الدعاة والتربويين وائمة المساجد وقبل ذلك الحاضن الأول للفرد " الأسرة " عندما يكونون اكثر قربا والتصاقا من الشباب فهم بحاجة لأن نسمعهم ونتلمس احتياجاتهم ونشاركهم تطلعاتهم علينا أن لا نسمح للأفكار المزعجة بالسيطرة عليهم.. هم لا يطلبون منا الكثير فقط نبقى بالقرب منهم وبجوارهم نعلمهم ونتعلم منهم ما المانع . وعلى الفرد أيًا كان أن يدرك أن التحدي الحقيقي هو الممانعة عن الاقتراب من الإدمان وأن يكون تفكيره نحو البعيد والأمنيات الباسمة وأن يرسم لنفسه سيرة طيبة وذكرى خالدة. أما المدمن فإنه لا يحتاج منا إلا أن نمنحه تأشيرة العودة للحياة مجددًا .. ورغم أني لم استوعب بعد أني اتحدث عن هذا الموضوع فكيف بمن يتحدث عن زهرات يقعن في وحل الإدمان ويغرقن في مستنقعه. من وحي الأرض: من الجمال والروعة أن تكون ك مكعب السكر ولا تمانع في الذوبان من أجل أن يحلو الطعم لمحبيك.. لكن من السيئ جدا بل مؤلم حقًا بأن تذوب ولا نشعر بطعمك!