عبَّر مجموعة من المعلمين والمعلمات الفائزين بجائزة التربية والتعليم للتميز عن مشاعرهم وآمالهم وتجاربهم بعد الإنجاز الذي حققوه، معتبرين أنه خطوة كبيرة في سلم المجد التعليمي الذي يسعون لتحقيقه. التميز مطلب وطني وقالت مديرة الابتدائية الأولى لتحفيظ القرآن في بيشة الأستاذة نمشه بنت عبدالعزيز الصفار: «بداية أشكر المولى عز وجل على توفيقي، كما أشكر القائمين على هذه الجائزة سواء وزارة التربية والتعليم أو إدارة التعليم بالمحافظة لدعمنا المتواصل لأكون إحدى الحاصلات على هذا الشرف الكبير، فالتميز مطلب ديني ووطني وإنساني، ونحن في المملكة نسعى لنيل الصدارة في التميز بين الأمم في جميع المجالات، وخطوة رائعة وراجحة وعظيمة أن بدأنا بالتميز في التعليم لأنه لا تقدم ولا رقي ولا حضارة من دون تعليم مميز». وأضافت: «كنت أسعى دوماً للطموح والتميز وخدمة ديني ووطني منذ وطئت قدمي أول سلم التعليم، وحين بلغني خبر كوني إحدى المتفوقات في مجال الجودة والتميز شعرت بأن الله كلل مساعي بالخير وجهودي بخير الجزاء ألا وهي هذه الجائزة، وأني لأعد هذا الوطن المعطاء وعداً صادقاً بألا يتوقف سلم عطائي عند السلم الأول والثاني وهما سلم الجودة وسلم التميز، بل ستكون الدرجة القادمة هي سلم الإتقان الذي دعا إليه سيد البشرية عليه أفضل الصلاة والسلام، ولعل هذا هو ما تسعى له دولتنا الحبيبة ورجالها المخلصون، ويطمح إليها كل غيور على دينه ووطنه، هذه هي رؤيتي حققت منها رؤية العمل وفق نظم الجودة، وسيكون في شتى المجالات سواء على المستوى العملي أو الإنساني أو الاجتماعي». لا ركون لما تحقق وتحدث مدير ثانوية النوابغ الأهلية بمنطقة الرياض عيدان بن سعيد الغامدي أحد المرشحين الثلاثة فئة المدير: «يزيدني فخراً أنني أشارك زملائي في هذه الجائزة، فقد كنا نعمل كفريق من أجل الارتقاء بالعملية التعليمية، وبهم وصلت إلى التميز، وكم كنت مسروراً عندما تم ترشحي، فقد جعلت هذه الجائزة محطة وهدفاً نحو الاستمرار في التميز والتقدم ولم تكن غاية بحد ذاتها، ولست أنوي الركون لما تحقق، وأوجه رسالتي إلى زملائي في الميدان التربوي أن يكون العمل بروح الفريق الواحد في عصر تفجر المعرفة والتكنولوجيا». الجائزة حافز للإبداع وقالت مديرة مدرسة الخماسين الثانية الابتدائية وفصول التربية الفكرية بمحافظة وادي الدواسر حليمة غالب النهاري الفائزة بجائزة التميز فئة المعلمة: «نحمد الله أن جعلنا ننتهج أعظم مهنة على وجه الأرض، والقيام برسالة الأنبياء وهي تعليم الناس، فمنذ أن أبرمت عقد عملي مع وزارة التربية والتعليم حملت على عاتقي أمانة شاقة أبت الجبال أن تحملها وهي تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، تحت شعار طبقته من خلال عملي ونشاطي وتعاملي وهو النية الخالصة لله أساس العمل الصالح، فبدأت بتطبيق كل ما تعلمته خلال دراستي للماجستير والسعي والبحث عن أفضل ما يقدم لهذه الفئة، بحيث يواكب التطور وعصر المعرفة». وأضافت: «من ناحية الإنجازات التي قمت بها خلال سنوات عملي فهي متعددة أبرزها كتاب من تأليفي «التربية الخاصة وإنجازاتي في وادي الدواسر»، الذي يحتوي على مقدمة نظرية عن التربية الخاصة، ويتخلله بعض الحلقات والمشاريع التي قمت بها على مستوى المحافظة منها مشروع معلمتي الصغيرة لذوي الاحتياجات الخاصة والأنشطة التربوية الفردية، وأيضاً ابتكار مجلة فصليه خاصة بالقسم تحت مسمى «كلمة وحرف» ومجلة اللعب وتنمية اللغة لذوي الاحتياجات الخاصة ومجلة أسبوع الأصم، وجمع منهج للصفوف المبكرة للتربية الخاصة المتنوع بأهدافه ومهاراته، إلى جانب حرصي المستمر على المشاركة في الأسابيع العالمية والمناسبات الوطنية للمملكة مثل اليوم الوطني - الجنادرية - سلامة الملك عبدالله - المملكة بين الماضي». أثقل أمانة في اعظم مهنة وذكر مدير مدرسة رواد السلام الأهلية الابتدائية في المنطقة الشرقية سلطان بن عبدالله العمري أن هذه الجائزة أعلى وسام قد يكافأ به المعلم من وزارته، وهي تعدُّ أيضاً أكبر حافز للمعلم في طريقه للإبداع، كما أنها تحث المعلم على تهيئة بيئة خصبة للطالب وتدفعه لمزيد من التميز، وقال: «على المستوى الشخصي، حصولي على درجة التميز، مصدر فخر وشرف لي، وتعتبر هذه الجائزة أكبر ما يمكن أن يعتز ويتشرف به أي معلم، أما الترشح للمراكز الأولى فهو فوق الامتياز امتياز، وفوق التشريف تشريف، ومن جانب آخر، تلقي على عاتقي الكثير والكثير من الجهد والمبادرات والإبداع ليكون عملي دائماً في القمة، فيما يصب على العملية التربوية والتعليمية بما هو نافع عن طريق نقل الخبرات لزملائي في هذه المهنة السامية، وتقديم ما هو أفضل دائماً لأبنائي الطلاب». وعن أبرز الأعمال التي قدمها للمنافسة على هذه الجائزة، أوضح أنه التفعيل الإيجابي والعملي للأساليب الحديثة في تدريس مادة التربية البدنية، واستخدام التقنية بشكل فاعل وجاذب للطلاب، وأيضاً استحداث وتنفيذ عديد من المبادرات من برامج وأنشطة ومسابقات تهتم بجوانب متنوعة منها ما هو سلوكي وثقافي ورياضي واجتماعي للمتعلمين بصفة خاصة وللمجتمع بصفة عامة ونقل كثير من هذه الخبرات للمعلمين على مستوى مناطق المملكة، إضافة إلى تأليف بعض الكتب التخصصية المتنوعة والعمل على بعض البحوث العلمية والتربوية والمساهمة في تقديم بعض أوراق الأعمال التخصصية». وقال: «من خلال العمل الدؤوب والتعاون المثمر مع جميع زملائي بالمدرسة وخلق روح العمل كفريق واحد وإعلاء قيمة العمل الجماعي والاهتمام بالطالب لأنه المحور الأول والأساسي في محاور التعليم وإيماناً منا بأن التطوير والتنمية يبدأ من القاعدة وهم الطلاب كان هدفنا الأساسي تزويد الطلاب بالمهارات الحياتية واكتشاف العالم الخارجي عن طريق إشراكهم في المعسكرات الكشفية والرحلات العلمية المنهجية، ودمجهم في العمل المجتمعي التطوعي من خلال الخدمات البيئة كمشروع (أنظف حي) و(بلغتي أرتقي) والزيارات الميدانية لبعض المستشفيات والهيئات الحكومية والأهلية وغيرها من الأنشطة المختلفة والمتنوعة التي تنمي المهارات والقدرات الحياتية عند الطلاب». وأشار إلى أن وجود جائزة بحجم جائزة التميز على مستوى المملكة لها أثر كبير وطيب في نفوس كل المشاركين وتضفي نوعاً من التحفيز المطلوب، والتنافس الخلاق الذي ينعكس بشكل أساسي على كل مناحي العملية التعليمية، وقال: «نشكر وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله آل سعود لما يبذله ويقدمه من جهود في تنمية وتطوير العملية التعليمية بالمملكة وتوفير الفرص اللازمة للتميز والإبداع». دعم لإستمرارية التميز وقال مدير مدرسة طلائع المبدعين الأهلية بالطائف الفائزة عن فئة المدارس الأستاذ طارق بن عوض الزايدي: «لا شك أن الجائزة تخدم التميز فكل إنسان منَّا يرغب في النجاح ويسعى إليه، ومن هنا نجد أن الحوافز تساعد المميزين على دفع عجلة التقدم واستمرار التميز، فإذا كان المميز يرى أن الركب يسير فغيره يسعى كي يطير ليلحق بالركب، وأنا أرى بصدقة التعليم أن هذه الجائزة تدعم وتخدم صناع الإبداع وأصحاب الفكر والتطور، لذا نقول إن جائزة التربية والتعليم للتميز ما هي إلا منافسة في حب الوطن». وأضاف: «ما أروع دعم المنافسة من قائد التعليم ونحن جميعاً نعلم أن قيمة القائد عظيمة في نفوسنا فأي دعم مادي أو معنوي يدفعنا للأمام ويرغبنا في الاستمرار وتحمل المسؤولية، فأي فخر أن نقف أمام قائد التعليم في مملكتنا الأمير فيصل بن عبدالله نقف معاً يداً بيد للارتقاء بالعلم لخدمة هذا الوطن، فالكل يستفيد من تجارب غيره لرفع قيمة العلم بين أبنائه، فإن الإنسان عندما يرغب في التعلم يكتسب قدراته بالتعليم والتدريب، وهذا يرجع إلى قدرة الإدارة على وضع أسس تربوية تجعل المعلم قادراً على العمل في ميدان التعليم، أما الرغبة في العمل فتمثلها الحوافز التي تدفع سلوكه في الاتجاه الذي يحقق أهداف التعليم إلى سلوك أفضل يؤدي إلى رفع مستوى الأداء الوظيفي، فالعنصر البشري هو ركيزة التعليم والتطوير، فحاجة التعليم قائمة على اتباع انتهاج سياسة تحفيز ملائمة تنمي الإبداع وتساعد في استثمار طاقة الموهوبين». وزاد: «حققنا بفضل الله جوائز عدة في شتى مجالات التعليم، وأسساً تربوية تخدم الطالب طوال مسيرته التعليمية، ما جعل المدرسة تفوز بعديد من الدروع والشهادات، وفاز تلاميذها في كثير من المناسبات في المنافسات الداخلية في المحافظة، والمنافسات الخارجية على مستوى المناطق التعليمية في مملكتنا الغالية، فالتميز لا يأتي إلا بالإبداع ولا يعرف الكسل ولا الكبر ولا الغرور، فيا شباب الوطن ارفعوا راية التوحيد بالعلم والإيمان كي تسعدوا وطنكم وتنالوا رضا ربكم ويكمل لقد تحقق الحلم، حلم الأب الذي يسابق الزمن ليصنع مجداً يفخر به ابنه، وحلم المعلم الذي ينقش على الحجر ليصنع جيلاً يسابق الزمن، لذا نقول إن لهذه الجائزة أهمية كبرى في دعم التميز المدعوم بالشرف ليستمر الإبداع باستمرار الوطن في قلوبنا بقيادة ولاة أمرنا». طريقها غير مفروش بالورود وقالت المعلمة في الابتدائية الرابعة في ينبع هدبة الرحيلي: «إن فرحتي بالجائزة اليوم ليس لأنني فزت بها؛ بل لأنها وُجِدَت حتى تحقق أهدافاً رائعة ونبيلة ترتقي بالعملية التعليمية، وتكون خطوة إيجابية في طريق التطوير، وتحث على السعي نحو الجودة والإتقان، لم يكن عملي فردياً، ولم يكن نجاحي ذاتياً، بل كان في منظومتي المدرسية التي أنا واحدة منها، فقد كانت هناك أيادٍ بيضاء سعت معي، وعملت إلى جواري من أجل تحقيق النجاح، وحينما أعبر شط العمل الدؤوب لا يهيم في داخلي سوى أولئك الذين منحوني العزم تلو العزم؛ لأتخطى الصعاب وأقف واثقة الخُطى، ولا أنسى دور أسرتي الكبير في تذليل الصعوبات، فإلى هؤلاء جميعاً أهدي فوزي الذي زاد المسؤولية تجاه الوطن». وأضافت: « التميز ليس قمة يُستحال الوصول إليها، كما أن طريقه ليس مفروشاً بالورود، ولكن روح المؤمن الوثابة الواثقة المتوكلة عليه تزيل كل العوائق، وتذلل كل الصعوبات، وأهمس لزميلات المهنة أختي زميلة المهنة، اعلمي أن التعليم أسمى رسالة فبالتوكل على الله واحتساب الأجر في كل ما تقومين به من عمل، والتخطيط السليم والمبكر، وتوثيق الأعمال وحفظها وتنظيمها، والاطلاع على كل جديد في الميدان التربوي، والتعاون مع الزميلات، والتعرف على حاجات الطالبات، فلن تعجزَ عن الإبداع، ولن تضِلَ طريق التميز». وقالت: «أسعى من خلال التنوع في طرق التدريس كاستحداث نظرية الإعراب بالإشارات والحركات اليدوية التي تميزت بها طالباتي، ومشروع المعلمة الصغيرة الذي ينمي تنمية روح الإنتاجية والإبداعية لدى الطالبات، كذلك الاهتمام بالمشاريع والبرامج التي ترفع المستوى القرائي لديهن من خلال مشاريع القراءة المثمرة والحقيبة المتنقلة والقارئة الصغيرة، فإذا كان المعلم والمعلمة هما عصب العملية التعليمية فإنني أرى الطالبة المحور الذي يدور حول كل جهود المعلم، ومتى ما كانت تلك الجهود تصب في مصلحة المتعلم فإن الأثر لا بد حاصل، كما تعتبر الجائزة حافزاً لكل من يعمل في حقل التربية والتعليم للعمل الجاد، وأسلوباً علمياً يكتسب المشارك من خلاله الدقة والموضوعية والشمولية». نقطة تحول وعن انطباعه حين تم اختياره ضمن الفائزين، قال المعلم محمد الثابت: «الحمد لله على ما أنعم علي به من الفوز في مسابقة بهذا الحجم، وأن هذا الإنجاز سيبقى نقطة تحول في مسيرتي المهنية، وسأسعى جاهداً للمحافظة على ما تم تحقيقه، وسأبذل مزيداً من الجهد لمواصلة العطاء والارتقاء في سلم التميز والإبداع، كما أنني سأحرص على نقل خبراتي وتجربتي»، مشيراً إلى أنه متى ما تمكن المعلم من تحقيق معايير الجائزة على أرض الواقع – من دون النظر إلى مسألة الفوز بالجائزة من عدمه - فإن مهنة التعليم ستصبح بإذن الله عنده رسالة وليست مجرد وظيفة». وعن أبرز الممارسات التي قدمها، ذكر أنه استطاع تغيير البيئة الصفية من خلال تبني إنشاء (فصل الأحلام) وهو فصل نموذجي يهيئ للمتعلم كل الوسائل المعينة على تميزه، ودمج التقنية الحديثة داخل الحصة، وصقل مواهب الطلاب عن طريق مسابقات في التصميم والتصوير والتعبير، كما تبنى استراتيجيات عدة في التدريس، مثل التعلم التعاوني – التعلم بالترفيه واللعب وغيرها ثم تطبيق برنامج (سباق المبدعين) واستخدامه أساليب تحفيزية عدة، والاهتمام بالأنشطة المجتمعية، ومن ذلك (برنامج أحبكما لبر الوالدين - تقديم لوحات إرشادية لمستوصف الحي- برنامج المتبرع الصغير - المشاركة في الأندية الصيفية والرمضانية)، وأضاف: أن «الكمال لله وحده ولكنني سعيت بكل جد لأكون معلماً يحمل رسالة ويحرص على أدائها، إن ملف فوزي بجائزة الوزارة للتميز متاح لكل مبدع ويسعدني التواصل مع الجميع». الفايز: جائزة التميز مساحة للفخر.. ومرحلة مهمة في التعليم آل الشيخ: الريادة صناعة أساسها بناء الإنسان الحميدان: الجائزة نموذج للشراكة بين مؤسسات المجتمع التربوية السبتي: هدفنا تحقيق رؤية خادم الحرمين