بعض بيوتنا تصميمها يوحي بأنها سجن، نوافذ حديدية وشبوك حماية في الدورين وشينكو يحيط بالمنزل من جميع الجهات، لا وجود لمخارج الطوارئ وان وجدت فهي مغلقة بالسلاسل ومقفلة بأقفال حديدية، أبواب السطوح مقفلة دائما ويندر أن تفتح! لدينا من المدارس الحكومية والخاصة المستأجرة بعضاً منها متهالك لدرجة أن المطابخ والملاحق تحول إلى فصول دراسية ولا يوجد فيها أي مقومات لبرامج السلامة الوقائية. المدارس الخاصة التي تحصل الرسوم العالية سواء للبنين أو للبنات يغلب عليها الطابع التجاري في كل شيء فآخر الاهتمامات العناية بأمور السلامة وكل ما يهم الربح. حتى الجامعات والكليات الخاصة للبنات وبالذات المستأجرة فهي غير مؤهلة. محطات البنزين والمساجد والملاهي والأسواق التجارية وغيرها تعج بالمشاكل ولا تتوفر بها برامج السلامة الوقائية وتنقصها معدات السلامة! هي مشكلة عامة ولا تقتصر على جهة دون أخرى وعندما تحدث الكارثة أو المشكلة فأول من يتلقى التهمة واللوم الدفاع المدني وهو من يحمل الجزء الأكبر من المسئولية ! في القطاع العقاري المشاريع بعضها يصمم وينفذ بدون أي برامج سلامة بما فيها سلامة العمال وإجراءات العمل وطرق تنفيذ المشاريع والحفريات والسفلتة وكذلك الحال في القطاع الصناعي والمستودعات وغيرها. الحادث الأليم أو الكارثة التي حدثت الأسبوع الماضي في مدرسة خاصة بجدة مثال لمشكلة التعامل مع وسائل السلامة وإجراءاتها، فالمدرسة قد وفرت جميع متطلبات السلامة ولكن المشكلة انحصرت في جزءين الأول ثقافة التعامل مع الأزمات وبالتحديد الحريق حيث كان هناك بعض التصرفات الخاطئة في التعامل مع تلك المواقف مما تسبب في ربكة أدت إلى تفاقم المشكلة وحدوث وفيات وإصابات. أما الجزء الثاني فهو مشكلة سهولة الوصول إلى الموقع من قبل الدفاع المدني وسيارات الإسعاف فقد كان المكان وما حوله مكتظا بالسيارات والطرق المؤدية إلى المدرسة شبه مغلقة والزحمة تعم المنطقة بسبب كثرة الحفريات والتحويلات في الشوارع المحيطة حسب إفادة بعض من كانوا في الموقع. أضف إليها ثقافة التجمهر والتجمع أمام الحوادث والتي كثيرًا ما عطلت وأعاقت جهود الجهات المعنية. هي عدة مشاكل تراكمية ومتشابهة في كثير من مناطقنا تتمحور حول ثقافة المجتمع في التعامل مع الأزمات ومشكلة تأمين وسائل السلامة وتطبيق أساليب الوقاية في حال الحوادث والحرائق. لا بد أن نعيد حساباتنا في التعامل مع الأزمات والمشاكل وتبني ثقافة الاهتمام بالسلامة الوقائية في مشاريعنا ومنازلنا ومساجدنا وأسواقنا. أيضا يجب أن يقوم الدفاع المدني بواجبه من خلال تكثيف برامج التوعية الوقائية وأساليب وطرق التعامل مع الحوادث المختلفة والتأكد من وصول المعلومة وتطبيقها من قبل الجميع. كفانا الله وإياكم شر الحرائق والحوادث.