يرى محللون ان روسيا التي ترفض بشكل قاطع ادانة القمع الحاصل في سوريا كما تطالبها بذلك الدول الغربية، انما تستعيد الموقف المتشدد الذي كانت عليه خلال الحرب الباردة وذلك للدفاع عن مصالحها في المنطقة واثبات دورها كقوة عظمى بعد عشرين عاما على انهيار الاتحاد السوفياتي. وكانت موسكو، التي ترفض فرض اي عقوبات على حليفتها دمشق، لجأت الى حق النقض في مجلس الامن الدولي الشهر الماضي لمنع صدور قرار قدمته الدول الغربية ويندد بالقمع الذي يمارسه نظام بشار الاسد بحق المتظاهرين المطالبين برحيله. من جهتها، اعتبرت الصين أمس ان القرار الذي اصدرته لجنة حقوق الانسان في الاممالمتحدة بشأن الوضع في سوريا وتضمن ادانة للقمع المستمر منذ ثمانية اشهر من جانب النظام السوري للمحتجين المناوئين له "يؤتي نتائج عكسية". وكانت الصين ضمن 41 بلدا امتنعت عن التصويت على القرار الذي ادان بشدة "استمرار انتهاكات حقوق الانسان الخطيرة والمنهجية" من جانب النظام السوري والتي اوقعت بحسب الاممالمتحدة اكثر من 3500 قتيل. وقال ليو وايمين المتحدث باسم الخارجية الصينية خلال مؤتمر صحافي "ان اللجوء الى قرار للضغط على بلدان اخرى هو امر يؤتي نتائج عكسية لا تؤدي لتهدئة الوضع". وادانت العواصمالغربية الفيتو الروسي-الصيني معربة عن اسفها تجاهه، حيث قالت الولاياتالمتحدة انها "غاضبة جدا" بينما اعتبرت فرنسا يوم إجهاض القرار "يوم حزن" للشعب السوري ولمجلس الامن. وأمنياً، اكد ناشطون مقتل خمسة مدنيين بينهم اربعة فتيان برصاص قوات الامن السورية أمس وسط البلاد قبل ساعات من تصويت الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك على مشروع قرار اوروبي يدين القمع المتواصل في سوريا. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان "اربعة فتيان (10و11 و13 و15 عام) قتلوا برصاص طائش اطلقه رجال الامن بشكل عشوائي من حاجز امني وعسكري مشترك الواقع بين كفرلاها وتلدو في قرى الحولة" في ريف حمص (وسط). كما فككت عناصر الهندسة في الجيش السوري صباح أمس الأول عبوة ناسفة وضعت امام مدرسة اعدادية (متوسطة) جرمانا للبنين في ريف دمشق . وقالت مصادر مطلعة "ان احد الطلاب، واثناء دخولهم الى المدرسة وقف عند باب المدرسة بانتظار زميله ولكنه شاهد الى جانب الباب كيسا يصدر منه صوت اقرب الى صوت عقارب الساعة وعندما فتح الكيس وجد بداخله عبوة ناسفة مرتبطة بجهاز تحكم ". وأضافت المصادر " ان الطالب ركض الى ادارة المدرسة وابلغهم عن العبوة وعملت الادارة على طلب الجهات المختصة وابعاد الطلاب عن مكان تواجد العبوة ، وعلى الفور حضرت وحدات الهندسة وقامت بتفكيك العبوة ".