فند المشاركون في ندوة "الوضع الراهن لحال مواقع الانترنت السعودية" أبرز المشاكل والمعوقات التي تواجهها هذه المواقع، وذلك خلال ندوة أقامتها وزارة الاتصالات على هامش حفل الدورة الخامسة لجائزة رقمي 2011م. عدد من المختصين تحدثوا وأثروا الندوة بمواضيع جيدة، حيث أكد المهندس رشيد البلاع الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية لمبادرات الانترنت، أهمية الدعم الإعلامي والحكومي لرواد الأعمال المستثمرين في مجالات التقنية وبناء المواقع في السعودية أسوة بما يجري في العديد من الدول حول العالم والتي نجحت في بناء قاعدة كبيرة من المستثمرين من متوسطي الدخل في هذا المجال وقال أن التجربة الأردنية على سبيل المثال حققت نتائج كبيرة منها بيع موقع بقيمة تصل الى 170 مليون دولار هذا العام مما يؤكد ربحية سوق الانترنت الناشيء في الدول العربية والذي يتوقع له ان يصل الى المليارات في السنوات القادمة. افتتح الجلسة الدكتور عبدالرحمن ميرزا أستاذ علوم الحاسب بجامعة الملك سعود والذي تحدث عن التحديات التي واجهت الانترنت في السبعينيات وبداية الثمانينيات وتحديات الشبكة في المملكة وتطورها وأكد ميرزا ان جائزة التميز الرقمي جاءت لتحقق عددا من الأهداف أهمها زيادة المحتوى العربي بما يتوافق مع اهتمامات خادم الحرمين الشريفين ومشروع خادم الحرمين لزيادة المحتوى العربي علي الانترنت، ثم خلق روح المنافسة والتحدي بين أصحاب المواقع والتي من شأنها زيادة الاهتمام بتصاميم ومحتوى المواقع وتحديث بيناتها وتطويرها ومواكبتها التطورات العملية في العالم، ثم زيادة عدد المواقع ودعمها. بعد ذلك بدأت ورشة العمل بأربعة متحدثين هم المهندس محمد رشيد البلاع والاستاذ سعود الشويش من موقع (لها اونلاين ) والاستاذ بندر الجهني مدير الانترنت في الهيئة السعودية للدواء والغذاء والاستاذ عبدالرحمن الشحات من مستشفى الملك فيصل التخصصي وأحد المشرفين على الموقع المحدث للمستشفى. احدى جلسات النقاش وفي الورشة أكد البلاع ان هناك ثلاثة معوقات رئيسية تواجه المواقع السعودية وهي النضج الاجتماعي والذي عرفه بسوء نضج المستثمرين او المستخدمين وقطاعات الدولة وغيرها في كيفية التعامل مع الانترنت والاستفاده منها، ثانيا تكلفة الفرصة البديلة وهي التي تجعل العديد من الشباب يبتعد عن العمل في مجال الاستثمار التقني، حيث ينظر الى ان الوظيفة المضمونة أفضل من الاستثمار في موقع قد لا يعود عليه بالربح وهذه فكرة تتسبب في عزوف العديد من الشباب بإمكاناتهم الهائلة عن ريادة العمل التقني في المواقع وغيرها وأخيرا الدعم المعنوي والإعلام، حيث تتطلب هذه الصناعة دعما معنويا وماديا من الدولة وقطاعات الإعلام خاصة وأنها تعتمد كثيراً على الشباب الذين يحتاجون الى المساندة والدعم. من جانبه، ركز سعود الشويش على البعد الثقافي والانساني للمواقع مبيناً أن الدول العربية تفتقد مراكز الدراسات واستشراق المستقبل وهي مراكز علمية، مبيناً بأن أمريكا لوحدها تحظى بنسبة 36% من أجمالي المراكز حول العالم، بينما لا تتجاوز الدول العربية كلها الواحد في المئة، أما الاستاذ بندر الجهني فتحدث عن أهمية التخطيط الجيد للمواقع وأهدافها قبل البدء فيها والتعرف على الشريحة التي يخاطبها الموقع مع توفير الطاقات البشرية المؤهلة والمحتوى الرقمي الجيد والمناسب.