في اليابان أو الصين عندهم اسم لكل عام، عام التنين.. عام القرد وكل اسم يرتبط بأسطورة. حتى نحن العرب قبل البعثة عندنا أسماء للأعوام . وولادة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام كانت عام الفيل. في بعض الأحيان أجلس لأستعيد السنين الماضية وأُحاول أن «أخترع» اسماً لكل سنة. ولا أتصور جديداً أو قديماً في العام 2012. قدرة الله وحدها هي التي قد تغيّر تشاؤمي إلى تفاؤل. شيء بائس أن بعض العرب لم يتيسر له حتى معرفة قراءة الوقت. لو قرأنا الوقت لما وجدنا أنفسنا في هذه الليالي الحالكة السواد. أذكر أن الغنم تعرف موعد انكسار الظل فتنتقل تباعاً إلى أثلة أو ظل جدار. ومنطقتنا العربية وهي تدخل العام الخامس بعد الألفين عاجزة عن معرفة أي «أثلة» تصلح لتستظل بظلها. يأوي البعض منّا إلى المخادع عندما تبدأ ساعات الصبح. ويأكل إذا جاع.. ولا يعنيه في كثير أو قليل معرفة في أي ساعة من ساعات النهار هو...!. بعد حلول نازلة نسمع - همساً حول وجوب سماع رأي العامة أو محاولة قياسه. وبعد 11 سبتمبر 2001 صار الهمس لغطاً.. والتفكير صار بصوت عال...! هذه المرة. إعصار أو زلزال «تسونا مي» في جنوب شرقي آسيا.. لن يغير شيئاً... حديث إذاعي فقط. عند النوازل تقف السلطة تبحث عن تخفيف آثار النازلة وليس البحث عمن تسبب فيها . وأثناء ذلك تُرخي وكالات الأنباء والمصادر الرسمية شعرة معاوية للإعلام فترفع سقفه قليلا. والملاحظ أن سنين النوازل تأخذ حيزا من ذاكرة المرء عندنا أكثر من سنين النعمة . فسمعنا شعبيا عن سنة الجوع ، وسنة الرحمة ( كثرة الأموات بسبب وباء ) ، وسنة الجراد ، وسنة الغرق ( الغرقه ) .سنة الجوع " أو " سنة رمضان " عام 1327ه / 1909م:وهي سنة قحط مجدبة أصاب الناس فيها كرب عظيم نتيجة نقص الأرزاق وعدم هطول الأمطار وغلاء الأسعار وندرة الأغذية حتى لو وجد من يقدر على الشراء. وسميت سنة رمضان لأن الناس كانوا صائمين غصباً عنهم فترات طويلة لا بنية الصيام ولكن لأن لا شيء يوجد ليؤكل!! وقد مات من ذلك كل من لم يحتمل الجوع الشديد وخاصة في المناطق غير الزراعية. حتى ازدياد السيولة بأيدي الناس احتفظنا باسمها على أنها ( الطفرة ) . والذين امتدحوها هم القلة سنة الرحمة وهي سنة أصاب الناس فيها وباء الكوليرا بصفة خاصة وقد عم مناطق كثيرة، ومات منه خلق كثير. سنة الجراد ": هجوم الجراد بأعداد هائلة على المزروعات بحيث يدمرها ووسائل الناس في طرده محدودة جداً ولذا يعدم المحاصيل. واشتق الجراد سنة واسما .