رصد المستشار الاقتصادي فادي بن عبدالله العجاجي إجمالي الكتلة النقدية في كل دول العالم (باستثناء دويلات صغيرة وغير مؤثرة) بنحو 70,4 تريليون دولار أمريكي (263,8 تريليون ريال) في نهاية عام 2010م. وقال في حديث ل "الرياض" ان معظم الثروات النقدية تتركز في قارة آسيا التي استحوذت على نسبة 45,7% من الإجمالي العالمي، تلتها قارة أوروبا بنسبة 26,8%، ثم أمريكا الشمالية بنسبة 20,4%. وجاءت اليابان في مقدمة الدول من حيث حجم الكتلة النقدية، حيث بلغ إجمالي عرض النقود بمفهومه الواسع 13,4 تريليون دولار، تلتها منطقة اليورو بحوالي 12,8 تريليون دولار، ثم الولاياتالمتحدة ب 12,1 تريليوناً، ثم الصين بقرابة 11,0 تريليون دولار. واضاف ان إجمالي الكتلة النقدية العالمية بنسبة 141,7% خلال الفترة من عام 2000م إلى 2010م. ويعد ذلك أحد العوامل التي ساهمت في ارتفاع أسعار السلع الأساسية في الأسواق العالمية. فقبل الأزمة المالية العالمية (2007-2008) لعبت القطاعات المالية في معظم دول العالم دوراً رئيساً في تغذية وتشجيع عمليات المضاربة في أسعار الأصول المحلية والسلع الأساسية في الأسواق العالمية، وذلك من خلال الإفراط في استخدام المشتقات المالية والتوسع في عمليات الإقراض إلى مستويات غير مسبوقة. وفاقم من سوء الأوضاع توصيات بعض المنظمات العالمية مثل صندوق النقد الدولي الذي حث البنوك المركزية في معظم دول العالم على ضخ المزيد من السيولة لحماية قطاعاتها. وفي المقابل تقدر كمية الذهب المستخرجة منذ بداية الحضارة بحوالي 166,6 طنا يستخدم منها 60% تقريباً في صناعة المجوهرات، أي 100 طن تقريباً. ووحدة قياس أسعار الذهب في الأسواق العالمية هي الأونصة التي تعادل 31,103 جراما. وقد سجلت أسعار الذهب 22 رقماً قياسياً خلال عام 2010م. وسجل الذهب أعلى سعر له في تاريخه عند 1813,5 دولارا للأونصة في 31 أغسطس 2011م. وارتفعت أسعار الذهب من 283,3 دولارا للأونصة في يناير 2000م إلى 1405,5 دولارات في ديسمبر 2010م، أي بنسبة ارتفاع بلغت 396,1%. وبذا تكون قيمة إجمالي الاحتياطيات العالمية من الذهب (غير المستخدم في صناعة المجوهرات) حوالي 3,0 تريليونات دولار. وقال : " من هنا ندرك أنه لا يمكن العودة لقاعدة الذهب (ربط أسعار صرف العملات بالذهب) بالرغم من أن كميات الذهب الموجودة في العالم تكفي لصنع أسلاك تلف الكرة الأرضية 7.2 ملايين مرة، حيث يتعذر استخدام الذهب لتغطية الكتلة النقدية العالمية التي تجاوزت 23,4 ضعفا إجمالي احتياطايات الذهب العالمية. وأفضل تعريف للنقود الورقية أنها أوراق يقابلها ذهب لن تستطيع الحصول عليه (جوردن براون- وزير الخزانة البريطاني - رئيس الوزراء السابق). وفي الوقت الحالي لا يعد الذهب وسيلة للنقد، لكنه لا يزال يستخدم كمخزن للقيمة وأداة تحوط خوفاً من الاضطرابات السياسية، أو الحروب، أو ارتفاع معدلات التضخم. وأبرز ملامح العشر سنوات الأخيرة خلال حديث العجاجي يتمثل في اتساع الفجوة بين دول العالم الغنية والفقيرة. فقد ارتفعت درجة تشتت بيانات الثروة النقدية بين الدول من 940 نقطة في عام 2000م إلى 1880 نقطة في عام 2010م، وهو ما يعني أن الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة قد تضاعفت خلال تلك الفترة.