في تطور جد إيجابي يؤشر على قرب حدوث انفجار في العلاقات بين المغرب والجزائر، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي، الطيب الفاسي الفهري، أنه قد تم اتخاذ قرار على أعلى مستوى لتطبيع العلاقات بين البلدين الجارين. وأفاد رئيس الدبلوماسية المغربية بأنه قد تم الشروع في تنفيذ مسلسل التطبيع عبر قيام عدة وزراء مغاربة بزيارات للجزائر. وجاءت هذه التصريحات من طرف الطيب الفاسي الفهري في برنامج "ضيف خاص" الذي بثته القناة الثانية المغربية مساء أول أمس الخميس. واعتبر الفاسي الفهري أنه قد حان الوقت للاستماع أكثر للفعاليات وللمواطنين بالمغرب العربي، وتقديم جواب مغاربي واضح عبر استغلال كل الظروف والمؤهلات المتوفرة بالمنطقة، وذلك بعد التغيرات الطارئة في ليبيا وتونس، واستجابة للظروف الأمنية الخاصة بالمنطقة. وأكد على ضرورة مواصلة الزيارات والشراكة على المستوى القطاعي بين المغرب والجزائر وإجراء حوار سياسي عميق جاد وصريح، باعتبار أن المخاطر مشتركة، خاصة في ما يتعلق بالهجرة السرية والمخدرات ومحاربة الإرهاب الدولي التي تهدد المنطقة. وتأتي هذه التصريحات بعد لقاء، وُصف بالمثمر والإيجابي، بين الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي ونظيره الجزائري مراد مدلسي، جمع بينهما على هامش منتدى التعاون التركي العربي الذي جرى الأربعاء الماضي في الرباط بمشاركة وزراء خارجية دول الجامعة العربية. وكان، من جهته، وزير الخارجية الجزائري، مراد مدلسي، عبر عن أمله في أن يرى الأخوة والعلاقات التي تربط الجزائر بالمغرب "أكثر بروزا"، خاصة عن طريق الصحافة بالشكل الذي "يمكننا من إعطاء صورة أخرى لكل من بلدينا"، على حد تعبيره. وأبدى مراد مدلسي "ارتياحه" لمسلسل تعزيز العلاقات بين المغرب والجزائر، وقال عقب لقائه بنظيره المغربي، في تصريحات صحافية "نحن بصدد تقييم حالة التعاون الثنائي عبر لقاءات بين مختلف وزراء البلدين التي بدأت تعطي نتائج ملموسة". وأوضح أن تدعيم هذا التعاون "سيمكننا من الالتقاء أكثر، وأخذ وقت أكثر لتبادل المعلومات حول التحديات والانشغالات الخاصة بنا والتفاهم بشكل أحسن". وعبر رئيس الدبلوماسية الجزائرية عن قناعته ب"التوصل بسرعة إلى السبل التي تقودنا إلى الأشياء التي نتطلع إليها جميعا، وبشكل خاص العلاقات الثنائية بين الجزائر والمغرب، وكذلك هذا الطموح الذي يحدونا كمغاربيين لبناء الصرح المغاربي أو المشاركة في جميع الأحوال في بنائه". ويشار إلى أن العلاقات المغربية والجزائرية تعرف منذ فترة نوعا من التوتر بين البلدين على خلفية النزاع حول الصحراء. وكانت الحدود بين البلدين الجارين أغلقت سنة 1994 بعد حادث أطلس إسني الشهير الذي اُتهم إرهابيون جزائريون بالوقوف وراءه.