كشفت مصادر دبلوماسية عن وجود مبادرات سياسية بين المغرب والجزائر تهدف إلى تنشيط العلاقات بين البلدين الجارين وخلق أجواء جديدة تسمح بتجاوز خلافات الماضي والتطلع إلى مستقبل أفضل مبني على التعاون وحسن الجوار.وأعطت الرباط في أكثر من مناسبة إشارات واضحة أكدت من خلالها استعدادها لطي صفحة الخلافات مع الجزائر والعمل على بناء مستقبل يكون أكثر إشراقا.وأكد أخيرا وزير الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري استعداد الحكومة المغربية تطبيع العلاقات مع الجزائر وإعادة فتح الحدود.وأضاف في تصريح لوسائل إعلام أجنبية إن "مغربا عربيا مندمجا يعد ضرورة استراتيجية ومطلبا اقتصاديا". وكان وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي أكد لقناة "فرانس 24" وجود مبادرات للتقريب بين البلدين مشيرا إلى أن هذه المبادرة ستسمح بقيام ثلاثة وزراء بزيارة البلدين خلال شهر مارس المقبل لمناقشة الطرق الكفيلة لإعطاء دينامكية جديدة للتعاون الثنائي في مجالات حساسة منها على وجه الخصوص الطاقة والزراعة. وتأتي هذه المبادرات بعد أيام قليلة من ذكرى تأسيس "اتحاد المغرب العربي" (17 فبراير 1989) بمراكش وذلك في قمة تاريخية جمعت العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني والرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد والليبي معمر القذافي والتونسي زين العابدين بن علي والموريتاني معاوية ولد سيدي أحمد الطايع. لكن مدينة مراكش نفسها، التي احتضنت ميلاد "اتحاد المغرب العربي"، ستشهد على الضربة القاضية التي وقعت على شهادة وفاته، حيث سيتم اعتقال جزائريين تورطوا في إطلاق نار بفندق أطلس إيسني، لتعلن الجزائر بعد ذلك، كرد فعل على هذا الحادث، إغلاق الحدود بين البلدين.