هذا الذي عرفناه في المدرسة التلقينية. تلقّي العلم حين يكبر الإنسان جسداً وعقلاً يصبح شاقاً كمن ينقش على سطح البحر. يعني بلا فائدة، وهذا غير صحيح. أعرف شخصياً رجالاً كبار الهِمم تعلموا وهم كبار وأصبحوا قادة في بلادنا. المهم العزيمة والإصرار. أتمنى ممن أعرفهم أولئك الذين وصلوا إلى أعلى المراتب والرتب أن يحكوا قصّة حياتهم للأجيال لكي يعرف شباب اليوم أن هذا الوطن لم يتكون هكذا بمحض الصدفة. بل بالعزيمة والكفاح وتحمّل المشاق. حكاية اليوم عمن يعلّم كبار وكبيرات السن. أليست مهمة بالفعل صعبة؟ يكفي بها أن يكون المعلّم/ المعلمة لديهم قيمة الصبر وسعة الصدر حتى يمكنهم التعامل مع منهم أكبر سنا ومن ثم تعليمهم أبجديات العلوم والمعارف. إذا كانت بلادنا محل إعجاب المنظمات الدولية في مكافحة الأمية فمن باب أولى تقدير المعلمات والمعلمين الذين كان لهم الفضل في تعليم كبار السن ومكافحة أميتهم. وزارة التربية والتعليم تزهو بهذا الإعجاب ومن حقها؛ لكن أليس الأولى الالتفات للمعلمات والمعلمين والنظر في حقوقهم بل وإعطائهم الأولوية في الاهتمام؟ بعثت لي إحدى المعلمات رسالة مليئة بالتساؤلات وبدوري سأحيلها إلى وزارة التربية والتعليم للإجابة حتى تطمئن النفوس. مهما كان الجواب المهم كلمة ولو جبر خاطر. تتساءل معلّمة الكبيرات عن: الملك أطال الله في عمره أمر بتثبيت الجميع (جامعيات وثانوية عامة)، المشرفات عند سؤالهن يقولن لا.. أنتن معلمات محو أمية مؤهل ثانوي ستبقين لتدريس هذا العام! لماذا الظلم نريد التثبيت؟ هل صحيح أن التثبيت لا يشمل معلمات محو الأمية لأن مؤهلاتهن ثانوية عامة وهن من أسس محو الأمية ومسح غشاوة الجهل عن الدارسات؟ وهل المعلمات خريجات الثانوية العامة (محو أمية مسائي) يتثبتن على مسمى معلمة أم إدارية وعلى أي مستوى وهل ستحسب سنوات الخبرة أم لا؟ تساؤلات مشروعة وحقوق واضحة ولا مجال للمواعيد العرقوبية إما تثبيت أو لا تثبيت هكذا بكل وضوح.