أشك تماماً في أن يتغير سلوك النظام السوري قبل انتهاء الأيام الأربعة التي أعطاها وزراء الخارجية العرب له.. لتنفيذ بنود مبادرتهم الرامية إلى إيقاف المجازر اليومية.. وسحب المظاهر المسلحة من الشوارع. كما أشك أيضاً في أن المعارضة قادرة على الالتئام.. والتجاوب مع نداء الجامعة العربية للاجتماع بمقر الجامعة فوراً.. بهدف الاتفاق على رؤية موحدة للمرحلة الانتقالية المقبلة في سوريا كما قال رئيس وزراء قطر ووزير الخارجية ورئيس الاجتماع في تصريحاته الإعلامية عقب اجتماع السبت الماضي بمقر الجامعة .. واتخاذ قرار تعليق مشاركة سوريا في أنشطتها ابتداء من يوم بعد غد الأربعاء السادس والعشرين من شهر نوفمبر الحالي. ويرجع شكي في ذلك إلى أن النظام السوري لم يدرك – بعد- مدى المخاطر المترتبة على استمرار العمليات العسكرية ضد المدنيين .. ومواجهة الشعب بقوة السلاح.. بدلاً من تبني تطلعاته والتجاوب مع مطالبه وإدخال الإصلاح الشامل إلى أنظمة بلاده السياسية.. والأمنية.. والاجتماعية والاقتصادية.. وبالتالي دفع الدول العربية إلى المضي في قرار التعليق.. بكل ما سيترتب عليه من عقوبات اقتصادية وسياسية على حكومة الأسد.. وبكل ما سيؤدي إليه من تحرك دولي.. يبدأ باجتماع مجلس الأمن وصدور قرار منه بمواجهة النظام السوري والوقوف إلى جانب الشعب بصورة وبآليات سيحددها القرار.. كما أن شكي في توصل المعارضة إلى اتفاق على رؤية موحدة للتعامل مع طبيعة المرحلة القادمة.. راجع إلى أن هناك انقساماً حقيقياً داخل صفوف المعارضة نفسها .. وبالتحديد بين المعارضة في الخارج والمعارضة في الداخل .. وهو الانقسام الذي تجسد في تباين الآليات الخاصة بتطبيق قرار الجامعة العربية.. لأن من المعارضة من يعتقد بأن هناك إمكانية في إصلاح النظام من داخله .. ولاسيما بعد أن تصله رسالة الجامعة العربية بوضوح .. بأن فرص بقائه واستمراره باتت معدومة في ظل استمرار القتل .. والاعتقال .. والتدمير.. وإذا حدث هذا .. وإذا ركب النظام رأسه.. سواء نتيجة حساباته الخاطئة هو .. أو بتغرير من أصدقائه الإيرانيين ومن لف لفهم.. ومضى في سياساته.. وتصرف على نحو يائس وجنوني..وعمد إلى إحراق الأخضر واليابس كما هدد بذلك "بشار الأسد" منذ بضعة أيام.. وإذا لم تتفق قوى المعارضة .. متمثلة في المجلس الوطني الانتقالي .. وفي الهيئة التنسيقية .. وبقية الأطراف ذات المواقف "الرمادية" الأخرى.. إذا حدث هذا فقل على سوريا السلام.. بل ربما يصبح الخطر أعم وأشمل بحيث يتجاوز الصدام الحدود السورية إلى مناطق حيوية هامة في الإقليم.. ظلت إيران تنتظر الفرصة المواتية لاستهدافها.. وفقاً لحسابات تخصها.. وجاء الوقت الذي تقف فيه خلف النظام السوري الذي سيتصرف بصورة هستيرية مدعوماً من أصدقائه وأعوانه الذين يعتقدون أن سقوط نظامه .. معناه سقوط حساباتهم ومصالحهم الحالية في سوريا.. وفي الدول العربية.. وفي الإقليم برمته. هذه النتيجة لا أستبعدها.. وإن كنت أعتقد أن الدول العربية ولاسيما المحيطة بسوريا.. أو القريبة من إيران.. سترفع حالة الاستعداد إلى أقصى درجة ممكنة تحسباً لأي تصرفات غير مسؤولة.. وبالتأكيد.. فإن إسرائيل لن تكون هدفاً مباشراً لمثل هذه الأعمال لأن من سيديرون المعركة القادمة سيتفادون الدخول مع الولاياتالمتحدة والغرب في مواجهة معروفة النتائج بالنسبة لهم.. وفي كل الأحوال.. فإن الضربة الاستباقية من هنا.. أو هناك ستكون هائلة الخراب.. ومأساوية.. وإن حسمت الدخول مع النظام السوري ومع أعوانه في حرب طويلة لا قبل للمنطقة أو العالم بها.. وما نستطيع أن نقوله في مثل هذه الظروف العصيبة هو.. أن الأمر خطير.. وأن غياب الحكمة .. نتيجة تفكير النظام السوري وأعوانه في تدمير الكل قبل التعرض للمكروه.. قد يتجاوز حدود تصور الجميع.. بمن فيهم الذين لم يأخذوا تهديدات "الأسد" على محمل الجد.. ليس لأنه يملك تلك القوة التدميرية الصاعقة.. وإنما لأن من يقفون وراءه يوهمونه بأنهم لن يتركوه وحيداً.. وإن كنت أشك في أنهم صادقون في ذلك.. إذا وجدوا الأسرة الدولية بكاملها واقفة ضد "الطغيان" وضد هوس الزعامات المأزومة..،،، *** *ضمير مستتر: [فقدان البصر.. ولا فقدان العقل..]