المدة الزمنية المعتادة بين الأذان والإقامة في رمضان ليست كسابق عهدها طوال أيام العام، إذ تشهد انكماشاً في صلوات وتوسعاً في صلوات أخرى، وفقاً لحضور الناس ووجودهم، بعيداً عن التوقيت المحدد من وزارة الشؤون الإسلامية.هذا ما يلحظه المراقب للمساجد في شهر رمضان، إذ تصبح الإقامة لصلاة الفجر بعد عشر دقائق من الأذان بدلاً من 25 دقيقة، وتشهد صلاة الظهر توسعاً يصل إلى نصف ساعة أو 25 دقيقة بدلاً من 20 دقيقة محددة، في حين تكون إقامة صلاة المغرب أطول مما هي عليه أيام السنة تصل إلى ربع أو ثلث ساعة، في حين أن صلاة العشاء تكون المدة بين الأذان والإقامة لا تكفي لسنة تحية المسجد، إذ يحبذ بعض الأئمة الصلاة والإقامة معاً استغلالاً للوقت. ويبدو أن شهر رمضان أعاد الناس إلى أصل المسألة وهي متى ما اجتمع الناس حان وقت الإقامة، ويستشهد لذلك الباحث الشرعي عبدالعزيز الغنام بأنه عندما سئل جابر بن عبدالله عن أوقات الصلوات، قال: «كان رسول الله يصلي الظهر بالهاجرة، والعصر والشمس مرتفعة، والمغرب إذا وجبت، والعشاء أحياناً يؤخرها وأحياناً يعجل، كان إذا رآهم قد اجتمعوا عجل، وإذا رآهم قد أبطأوا أخر، والصبح كان النبي يصليها بغلس»، لافتاً إلى حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على التعجيل إذا رأى الناس اجتمعوا في المسجد، وإذا رأهم أبطأوا تأخر. وأشاد بحرص بعض الأئمة على تلمس حاجات الناس، «البعض يريد أن يترك صلاة التراويح بسبب تأخر بعض الأئمة في إقامة الصلاة، ما يتسبب في تأخر الخروج من صلاة التراويح، لكنني ألحظ اهتماماً واستجابة من الأئمة لطلبات الناس وما يريدونه، وهذا يسهم في زيادة عدد المصلين». وأوضح أن تأخر صلاة الظهر إلى أن يكثر الناس أمر جيد، ليسهم الإمام في زيادة عدد المصلين، إذ يغلب على الناس النوم بعد صلاة الفجر، وهذا قد يهدد حضورهم لصلاة الظهر، مبدياً سعادته من حرص الناس على الصلاة وتلاوة القرآن في شهر رمضان. اختلاف أوقات الإقامة للصلاة يثير جدلاً بين الناس. (ا&)