عرضت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض تجربتها في مجال العناية بالتراث وذلك خلال مشاركتها أمس الاول في ملتقى التراث العمراني الوطني الأول المقام حالياً في جدة، بورقة تحت عنوان "التراث العمراني.. من الحفاظ إلى التنمية". وعرضت الورقة التي قدمها المهندس عبد الله الركبان مدير ادارة برنامج تطوير الدرعية التاريخية بالهيئة ملامح من تجربة الهيئة في تأهيل وتطوير تراث المدينة والتي امتدت ل 38 عاماً والتي اتخذت مسارين متوازيين هما: التخطيط الاستراتيجي، والتنفيذ، في الوقت الذي شملت فيه مختلف عناصر التراث العمراني، والمتمثلة في كل من: المباني والمنشآت ونمط تصميمها وطبيعة توزيع فراغاتها وعناصرها الجمالية المتفردة، خصائص النسيج العمراني، تقنيات البناء ومستوى حرفيه البنائين، تطوير مواد البناء المحلية، الاستعمالات المخصصة للمباني التراثية. وأشارت الورقة إلى أن العناية باستدامة تراث المدينة، ينطلق من الحفاظ على الهوية العمرانية الوطنية، وإحياء مفردات العمارة المحلية، إضافة إلى خدمة الجوانب الثقافية للمدينة على مستوى الأنشطة العامة، وعلى مستوى المناهج التعليمية. واوضحت الورقة أن الهيئة نفّذت طيفاً متنوعا من المشاريع في هذا الجانب شملت أعمال المسح والتوثيق، الحماية والتنظيم، التدريب والدراسات، برامج تطوير المواقع التراثية، الأخذ بالاعتبارات التراثية ضمن المشاريع الحضرية، حيث شكّلت الجوانب التراثية، محورا هاماً في مشاريع الهيئة الحضرية على اختلاف وظائفها، وطبيعة تصميمها وتخطيطها العمراني، الأمر الذي كان له دور بارز في رفع المستوى الحضري للمدينة. وفي السياق ذاته دعمت الهيئة المقررات الاكاديمية في الجامعات، والدراسات المتخصصة في مجال التراث، من خلال برنامج تعاون مشترك مع كلية العمارة التخطيط بجامعة الملك سعود بالرياض، والتعاون الأكاديمي مع جامعة هارفارد، التي اتخذت من حي الطريف بالدرعية التاريخية مادة دراسية لطلاب الدراسات العليا، كما عملت الهيئة على تطوير الأطر المؤسسية لتنمية التراث، عبر إنشاء مركز للبناء بالطين، وآخرللحرف التقليدية. وتضمَّنت مشاركة هيئة تطوير الرياض في ملتقى التراث العمراني الوطني الأول إقامة معرض يتناول برنامج تطوير حي الدحو، ومشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة، يشرح منهجية الهيئة في تطوير المواقع التراثية والبيئية في المدينة.