توقفنا في سوانح الماضية عندما ذهبت أم الطفل الجريح لمنزل الزوجية الجديد (في ليلة التحوال) وتركت ابنها في منزل والدها (جده) حيث بقي الطفل ذو السنوات الخمس وحيداً (بدون أم أو أب) فأبوه قام هو الآخر بالزواج بأُخرى.. فينطبق عليه (على الطفل ذي السنوات الخمس) قول أمير الشعراء أحمد شوقي في وصف اليتيم الحقيقي..عندما قال: ليس اليتيم من انتهى أبواهُ من ذل الحياة وخلفًَاهُ ذليلا إن اليتيم هو الذي تلقى لهُ أُماً تخلت أو أباً مشغولا وبعد عودة الأب (مع عروسه الجديدة) إلى منزله في (الغراوية) قام بإرسال أخيه الأصغر إلى منزل جد الطفل الجريح لأُمه (في المعيقلية) لإحضاره بعد زواج أمه.. وبعد بضعة أيام اجتمعت الجدتان لمناقشة وضع الطفل الجديد.. كان الاجتماع أسئلة وتوصيات من جدة الطفل لأمه عن وضع الطفل الجديد وحاله.. وأجوبة (مطمئنة) من جدته لأبيه!؟.. يومان في الشهر كان الطفل الجريح يشعر فيهما بالسعادة والسرور وهما يوما خميس من كل شهر.. حيث يذهب إلى أمه وينام عندها.. ليعود عصر يوم الجمعة التالي وقبل الغروب.. حتى ولو كانت هناك إجازة من المدرسة لا يُسمح له بالذهاب إلى أمه إلا مرة واحدة كل أسبوعين !؟.. وتستمر هذه الحال إلى ان انتقل الطفل الجريح إلى المرحلة المتوسطة في دراسته.. حيث يقوم بزيارة أمه من آن لآخر خلسة (غير يومي الخميس) ومخترقاً الحظر.. لذلك لازمه ضيق واكتئاب عصر كل جمعة منذ الطفولة.. امتد معه إلى أن كبر ولسنين طويلة.. وكره الغروب وما بعد الغروب لسنين طويلة أيضا.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.