تلقيت ردودا وإيميلات كثيرة على سوانح الأسبوع الماضي (جَنك فوود) كلها تؤيدني فيما أدعو إليه بالإقلال من أكل المطاعم والعودة إلى (الأكل البيتي) المفيد للصحة.. وثمة رجال ونساء وأطفال يزيد وزنهم في رمضان.. فالأطفال يصبحون بدناء (مقلفصين) من الجَنك فوود والرجال والنساء يزدادون شحوماً ولحوماً وتتقدمهم كروش كالنساء الحُمّل.. والسبب بطبيعة الحال الإقبال الشديد على الأكل في ليالي رمضان.. أثناء التنقل بين القنوات الفضائية بعد صلاة العشاء والتراويح وقبل مدفع الإمساك للصوم. وعلى المستوى الشخصي دائماً يذكرني رمضان (بحنين) بحي المعيقلية العتيق.. مع انني انتقلت إلى حي طيني آخر (الغراوية) ثم العطايف وأنا في سن الخامسة.. لكنه الحنين لأول منزل.. وقد داومت على زيارة المعيقلية في سنوات الطفولة والشباب إلى أن أُزيلت (المعيقلية) وأصبح مكانها أسواق حديثة فارهة.. وكتبت عنه في حينه.. وبالمناسبة أشكر هيئة تطوير مدينة الرياض على إبقائها وتطويرها (لحي الدحو) ليبقى حياً (تراثياً) يسترجع زواره عبق الماضي الجميل.. وأنا الآن عبر سوانح أرجو من الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض الإسراع في تنفيذ مشروع (حي الدحو) النموذجي والإبقاء على معالمه القديمة وتزويده بالمقاهي والمطاعم ليرتاده سكان الرياض وزواره من الأجانب.. وكلما اشتقت (أنا وغيري) للأيام الخوالي سنجدها ونجد الكثير من الاستجمام والتنزه والأنس في (الدحو) ولا تخلو (حاراتنا الطينية) أيام زمان من وجود ممر غير نافذ (سكة سد) في كل حي طيني.. يقع بعد كل ممرين ضيقين أو ثلاثة.. وقد كان منزلنا الطيني في حي الغراوية (بين شارعي السويلم والعطايف وجنوب الخزان) يقع في (سكة سد) لا يتجاوز طولها ثلاثة أمتار وعرضها مترين.. ومع ذلك كان صبية وشباب الحي يقيمون احتفالاتهم في ليالي رمضان وأيام العيد في (سكة السد) تلك.. من لعب لكرة القدم والكعابة وإشعال للطراطيع (وشروخة ابو ديك) أما لعبة طاش ما طاش فكنا نلعبها في سكة أخرى أكبر.. حيث يوجد (دكان) يزودنا بالكولا يقع في زاوية منزل طيني كبير يديره أحد الأخوة اليمنيين.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.