الشعر الجميل لا ينمحي من الذاكرة ويبقى محفوراً بها فهو كالذهب لا يصدأ يمسك بقيمته عبر العصور. وقبل بضع عقود كان الفنان الشعبي لا يحظى بالحضور الإعلامي عبر وسائل الإعلام. وبالرغم من ذلك كانت شهرته ذائعة الصيت بين محبي الفن الشعبي، وكان هناك صدى كبير لبعض الأغاني التي لم تزل في ذاكرة من عاش في ذلك الوقت، وأصبحت بعض أبياتها دارجة على اللسان بين الناس، ويحفظها كثيرون من دون أن يعرف قائل هذه الأبيات فالشاعر بعيداً عن الأضواء في ذلك الوقت مهضوم الحقوق الأدبية والمادية والمعنوية. ومن تلك الأغاني ذائعة الصيت أغنية «كلن نهار العيد عايد حبيبه» التي كتب كلماتها الشاعر محمد سعد الجنوبي رحمه الله وغناها الفنان (بشير حمد شنان رحمه الله) وتقول كلمات القصيدة: كلن نهار العيد عايد حبيبه وإلتم شمل اهل القلوب المواليف وانا حبيبي غايب الله يجيبه يا حسرتي وان غلق العيد ما شيف مصيبتي يا كبرها من مصيبه لاشفت غيري في اناسه وتكييف فرقا الاحبه يا جماعه صعيبه تالي العهد بصويحبي العام فالصيف يا وين اشوف اللي وصوفه عجيبه ويلي عليه ولو لحقني تكاليف ارب قلبي منه يبري لهيبه لا اشاهده يا ناس يستانس الكيف جعله نصيبٍ لي و انا من نصيبه هذا منى قلبي و من غيره امعيف المستريح اللي حبيبه قريبه ما هوب مثلي عيشته بالتكاليف من لامني فالزين ربي حسيبه تلوم قلبي في حسين التواصيف؟ كف العذل ماطيع ماهي غصيبه ما تدري ان راعي الهوى قلبه اصخيف؟ محمد الجنوبي