تشوب «البرامج الاجتماعية» للمرضى المنومين في المستشفيات «العشوائية»؛ لعدم وجود جهة مسؤولة عن تنظيم الزيارات والدعم النفسي للمرضى، خاصة في مناسبات الأعياد؛ فمعظم الزيارات تأتي باجتهادات فردية من متطوعين يلقون دعماً محدوداً لتنظم زيارات تقتصر على عدد معين من المستشفيات. «الرياض» رافقت متطوعين من جامعة الملك سعود حرصوا على زيارة الاطفال المنومين في كل مناسبة عيد، لمشاركتهم الفرحة وتوزيع الهدايا، فضلاً عن تقديم الأنشطة والفعاليات التي تكسر حدة وحدتهم ومرضهم الذي ألزمهم المستشفى، وحرمهم من مشاركة أقرانهم اللعب والاستمتاع بالاجتماع الأسري. وفي موقف إنساني ملفت تسابق المتطوعون من «نادي مجتمعي»، ومجموعة «ابتسامة أجيال» لطب الأسنان بجامعة الملك سعود على التواصل مع الاطفال وتوزيع الهدايا والمسابقات وتبادل الأحاديث، وخلق جو فرائحي ينسيهم ألم المرض، وذلك في مدينة الملك سعود الطبية «الشميسي»، ومستشفى قوى الأمن؛ الأمر الذي جعل الابتسامة والسعادة تملأ محيا أولئك الأطفال رغم معاناتهم وثقل سواعدهم من أثر أُبر التحاليل، حتى أضحت ابتساماتهم الصامتة بمثابة شهادة شكر للمتطوعين، كما تعد دافعاً لهم بمداومة الزيارة. مرضى فرحون بفعاليات العيد وبنبرات حزينة يشوبها شيء من الفرح ذكرت الطفلة «هيام مهيوب» -8 أعوام- أنها ترقد في المستشفى منذ فترة طويلة، كاشفة عن شوقها لشقيقاتها في المنزل، قائلة: «اليوم زارتنا بنات الجامعة، أعطونا هدايا ودفاتر تلوين و-إن شاء الله- يجون كل يوم». وأخذ قسم «الجراحة» في مستشفى «قوى الأمن» النصيب الأكبر من زيارة مجموعة «ابتسامة أجيال» التطوعية ، حيث كان الجزء الأكبر من المنومين من الأطفال الذين تعرضوا لإصابات في أول أيام عيد الأضحى المبارك. وفد المعايدة زار «عبدالله الحسين» -10 أعوام- الذي تعرض لقطع في أحد أصابع يده فضلاً عن كسرها؛ بسبب إقفال باب حديدي على يده في أول أيام العيد، وتحدث متألماً: «أنا سامحت اللي سكر الباب لأني أنا الغلطان»، مشيراً إلى أنه تجاهل تنبيهات والدته بالحذر من الأماكن الخطرة، ودفع الثمن غالياً، كما هو حال «أحمد القحطاني» -8 أعوام- الذي يرقد في السرير المجاور، حيث أجرى عملية جراحية لزرع «أسياخ حديدية» ليده المكسورة بسبب اللعب العنيف مع الأطفال يوم العيد، في حين دفعت «ندى الشهري» -14 عاما- ثمن إهمالها لآلام بطنها مما حرمها من فرحة العيد، حيث تزايدت آلامها يوم العيد وتضاعفت حتى اضطرت لإجراء عملية جراحية في «الزايدة الدودية»، وحرمها من اللعب والاستمتاع مع أشقائها وشقيقاتها. وفي الجانب الآخر كانت الأمهات يسعدن بتلك الزيارات أكثر من أطفالهن المرضى، كونهم يستجيبون للعلاج بشكل أفضل بعد زيارات العيد، دون أي مقاومة لجرعات «أُبر النخاع» و»كيس الكيميائي»، كما ذكرت ذلك «ناجية المطيري» عن طفلها «عبدالله الشمري» -6 أعوام- المصاب بسرطان في الدم وتشوه في عظام الجمجمة. وتحدثت «منيرة الضمادي» -متطوعة في نادي مجتمعي- عن أصعب الحالات التى لا يمكن تقديم أي دعم نفسي لهم، وهم الاطفال العاجزون عن الحركة، إما بسبب عارض صحي، أو إعاقة، فلا يبدون أي تجاوب حتى لو بابتسامة، ولا يستيطعون مد أياديهم لاستلام الهدايا، بل بالكاد ترمش أعينهم لترمز لنا عن سماعهم كلماتنا التشجيعية. وأكد «عبدالرحمن العبدان» -مساعد مدير إدارة العلاقات العامة والشؤون الاعلامية في مستشفى قوى الأمن- على أنهم يسعون إلى التواصل المستمر مع الجمعيات والمتطوعين، خاصة في الاعياد والمناسبات، لاقامة جولات معايدة للمرضى المنومين، وتقديم الهدايا لهم، بهدف تقديم التثقيف والتوعية والترفية، مشدداً على أهمية الزيارات التي تأتي من خارج المستشفى، لأثرها الإيجابي على المرضى مثل الزيارة الدورية لادارة الدوريات الامنية للمرضى المنومين يوم العيد وتقديم الهدايا والتخفيف عنهم. وذكر «د.أحمد القحطاني» -رئيس الجمعية السعودية لطب الأسنان- حملة طالبات كلية طب الأسنان في جامعة الملك سعود بدأت خلال شهر رمضان المبارك مستهدفة الأطفال من المرضى والأيتام وغيرهم في كلٍ من الرياضوجدة والمنطقة الشرقية، وذلك لتقديم التثقيف ونشر الوعي عن صحة الفم والأسنان لدى الأطفال وذويهم عن طريق القيام بالزيارات وإقامة البرامج المتنوعة.